الميلاتونين للأطفال: تحذير طبي من مخاطر الحل السريع لمشاكل النوم

الميلاتونين للأطفال: تحذير طبي من مخاطر الحل السريع لمشاكل النوم
الميلاتونين للأطفال: تحذير طبي من مخاطر الحل السريع لمشاكل النوم

يحذر خبراء الصحة بشكل متزايد من المخاطر المحتملة لاستخدام مكملات الميلاتونين لمساعدة الأطفال على النوم وهي ممارسة شائعة يلجأ إليها الكثير من الآباء والأمهات. وعلى الرغم من سهولة الحصول على هذه المنتجات التي تُقدم كحل طبيعي في الصيدليات على هيئة حبوب أو بخاخات فإن القلق يتصاعد بشأن تأثيراتها الصحية على المدى الطويل.

كشفت دراسة حديثة أجرتها الأكاديمية الأمريكية للطب عام 2023 أن ما يقارب نصف الأهالي بنسبة 46% قد جربوا بالفعل إعطاء الميلاتونين لأطفالهم الذين تقل أعمارهم عن ثلاثة عشر عاما. كما أظهرت الدراسة أن 30% من الآباء استخدموا هذه المكملات مع أبنائهم الأكبر سنا في محاولة لمعالجة صعوبات النوم أو حتى لتقليل التوتر الذي قد يسبق فترة الامتحانات.

منذ عام 2018 أصدرت وكالة Anses الفرنسية تحذيرات متكررة بخصوص الآثار الجانبية للميلاتونين على الأطفال والمراهقين. وتشمل هذه الآثار أعراضا مثل الصداع والدوار والغثيان والقيء وآلام البطن والرجفات فضلا عن احتمالية حدوث تداخلات مع أدوية أخرى ما يستدعي حفظ هذه المنتجات بعيدا عن متناول الأطفال لتجنب أي حوادث.

يشير مارك راي وهو أخصائي في طب النوم إلى أن اعتياد الطفل على تناول الميلاتونين للنوم قد يخلق لديه مشاكل مستقبلية في النوم. ويؤكد راي أن النوم هو في جوهره مهارة مكتسبة يجب أن يتعلمها الطفل تدريجيا تماما كما يتعلم الكلام والمشي ما يعني أن الاعتماد على المكملات قد يعيق هذه العملية التعليمية الطبيعية.

بدلا من اللجوء للمكملات الغذائية يشدد اختصاصيو الصحة على أهمية تبني حلول طبيعية وسلوكية. وتتضمن هذه الحلول وضع روتين مسائي ثابت ومريح يشمل قراءة القصص أو الاستماع إلى أغان هادئة مع ضرورة إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية وشاشاتها قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم بالإضافة إلى تقليل فترات القيلولة خلال النهار إذا لزم الأمر.

نشرت دراسة في مجلة JAMA Pediatrics عام 2023 سلطت الضوء على المخاطر المحتملة طويلة الأمد لاستخدام الميلاتونين على صحة الأطفال. وأكدت الباحثة في جامعة كولورادو لورين هارتستين على الحاجة الماسة لإجراء المزيد من الأبحاث المكثفة للتأكد بشكل قاطع من سلامة هذه المنتجات على الأطفال قبل التوصية بها على نطاق واسع.

في حال استمرت اضطرابات النوم لدى الطفل على الرغم من اتباع العادات الصحية فمن الضروري مراجعة الطبيب المختص. فقد تكون هذه الصعوبات مؤشرا على وجود مشكلات صحية أخرى تتطلب تشخيصا وعلاجا مثل القلق أو الارتجاع المعدي المريئي أو حالات توقف التنفس أثناء النوم أو حتى الربو الليلي.