تعتبر البشرة المختلطة واحدة من أكثر أنواع البشرة انتشارا وأكثرها تعقيدا في التعامل اليومي نظرا لطبيعتها المزدوجة التي تجمع بين المناطق الدهنية والجافة في آن واحد. هذا التباين يتطلب استراتيجية عناية فريدة تهدف إلى تحقيق التوازن الدقيق بين التحكم في اللمعان والزيوت الزائدة في مناطق معينة وترطيب الأجزاء الأخرى التي تميل إلى الجفاف.
تتركز المشكلة بشكل أساسي في منطقة T-zone التي تشمل الجبهة والأنف والذقن حيث تنشط الغدد الدهنية بشكل كبير مما يؤدي لظهور المسام الواسعة والرؤوس السوداء والبثور. وفي المقابل تعاني مناطق أخرى مثل الخدين ومحيط العينين من الجفاف أو تكون عادية مما قد يسبب شعورا بالشد والتقشر أحيانا.
يبدأ روتين العناية الصحيح باختيار الغسول المناسب ويوصى باستخدام منظف رغوي لطيف أو جل لا يحتوي على الكحول لتجنب تجفيف البشرة بشكل مفرط. يجب أن يعمل المنظف على إزالة الشوائب والدهون الزائدة دون الإخلال بحاجز الترطيب الطبيعي للجلد. ولضمان تنظيف عميق خاصة عند استخدام المكياج يمكن البدء بمزيل زيتي ثم متابعته بالغسول المائي مرتين يوميا صباحا ومساء.
يأتي الترطيب كخطوة محورية تتطلب الدقة فيمكن استخدام مرطب خفيف ذي أساس مائي أو جل على كامل الوجه لا يسد المسام. وينصح بالتركيز على المكونات الفعالة مثل حمض الهيالورونيك أو الألوفيرا. ولتحقيق عناية متخصصة يمكن تطبيق مرطب أكثر كثافة على مناطق الخدين الجافة ومرطب جل خفيف على منطقة الجبهة والأنف والذقن الدهنية.
تعد الحماية من أشعة الشمس ضرورة قصوى للحفاظ على صحة البشرة المختلطة وحمايتها من التصبغات وعلامات الشيخوخة المبكرة. يجب اختيار واقي شمسي بقوام خفيف وغير دهني مع عامل حماية لا يقل عن 30 ومن المهم إعادة تطبيقه كل ساعتين تقريبا عند التعرض المباشر للشمس.
لتحسين مظهر البشرة ومعالجة مشاكلها يمكن إدخال السيرومات المتخصصة ضمن الروتين. فسيروم النياسيناميد يساعد في تنظيم الإفرازات الدهنية وتهدئة الالتهاب بينما يعمل فيتامين C على تفتيح البشرة وتوحيد لونها ويوفر حمض الهيالورونيك ترطيبا عميقا. كما يعد التقشير الكيميائي اللطيف باستخدام أحماض ألفا هيدروكسي أو بيتا هيدروكسي مرة إلى مرتين أسبوعيا فعالا في إزالة خلايا الجلد الميتة وتجديد البشرة.
لا تكتمل العناية بالبشرة دون الاهتمام بالعوامل الداخلية إذ يلعب النظام الغذائي الصحي الغني بالخضروات والفواكه دورا هاما في نضارة الجلد مع ضرورة التقليل من الأطعمة الدهنية والسكريات. كما أن شرب كميات كافية من الماء والحصول على قسط وافر من النوم يساعدان الجسم على تجديد خلاياه والحفاظ على ترطيب البشرة من الداخل.
وأخيرا ينصح الخبراء بتجنب لمس الوجه بشكل متكرر لمنع انتقال البكتيريا والزيوت إليه والحرص على اختيار منتجات مصممة خصيصا للبشرة المختلطة تكون خالية من العطور والمكونات القاسية التي قد تسبب تهيجا.
