الولادة الطبيعية لتعافٍ أسرع ووقاية من العدوى.. اكتشف أبرز فوائدها المذهلة

الولادة الطبيعية لتعافٍ أسرع ووقاية من العدوى.. اكتشف أبرز فوائدها المذهلة
الولادة الطبيعية لتعافٍ أسرع ووقاية من العدوى.. اكتشف أبرز فوائدها المذهلة

أكدت دراسات طبية حديثة واستشاريون في مجال طب النساء والولادة أن الولادة الطبيعية تبقى الخيار الأكثر أمانا والأفضل صحيا للأم والطفل على حد سواء على الرغم من شيوع الولادات القيصرية التي تتم عبر تدخل جراحي. وتعتبر الولادة الطبيعية هي العملية الفسيولوجية التي هيأ الله جسد المرأة لها وهي لا تقتصر فوائدها على الجانب الجسدي فقط بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعاطفية لكل من الأم والمولود.

بالنسبة للأم تتجلى الفوائد في سرعة التعافي والعودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية في وقت قصير مقارنة بالولادة القيصرية نظرا لأن الجرح يكون أقل بكثير أو منعدما أحيانا. ويقلل هذا المسار الطبيعي للولادة من احتمالية التعرض لمضاعفات خطيرة كالنزيف الحاد أو التهابات الجروح أو تكون الجلطات لأن الأم لا تحتاج إلى تخدير كلي أو شق جراحي في البطن.

وعلى الصعيد النفسي والهرموني تساهم الولادة الطبيعية في تعزيز مناعة الأم وتحفيز إفراز هرمونات حيوية مثل الأوكسيتوسين الذي يقلل التوتر ويساعد على انقباض الرحم ليعود إلى حجمه الطبيعي بسرعة. كما يفرز الجسم هرمونات الإندورفين المعروفة بهرمونات السعادة مما يخفف من مشاعر القلق والاكتئاب التي قد تلي الولادة ويمنح الأم شعورا عميقا بالقوة والإنجاز والفخر بالنفس.

تنعكس هذه التجربة إيجابيا على علاقة الأم بطفلها إذ تتيح لها إرضاعه طبيعيا فور ولادته مما يعزز الرابطة العاطفية بينهما ويسرع من إدرار الحليب. كما أن النساء اللواتي يلدن بشكل طبيعي يتمتعن بصحة إنجابية أفضل في المستقبل وتكون لديهن قدرة أكبر على الحمل مرة أخرى دون مواجهة المشكلات التي قد تترتب على الجراحات القيصرية المتكررة.

أما الفوائد التي تعود على الطفل فهي لا تقل أهمية فمروره عبر قناة الولادة يمنحه أولى دفاعاته المناعية من خلال تعرضه للبكتيريا النافعة الموجودة لدى الأم وهو ما يقوي جهازه المناعي بشكل كبير. كما أن عملية الضغط التي يتعرض لها جسد الطفل أثناء مروره في قناة الولادة تساعد على إخراج السوائل من رئتيه مما يحفز التنفس الطبيعي السليم فور خروجه إلى الحياة.

ويقلل هذا الأمر من خطر إصابة المواليد بمشكلات في الجهاز التنفسي مثل متلازمة الضائقة التنفسية التي تكون أكثر شيوعا لدى الأطفال المولودين قيصريا. وتشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال المولودين طبيعيا أقل عرضة للإصابة بمشكلات صحية مستقبلية مثل السمنة وأمراض التمثيل الغذائي. ولا يمكن إغفال الأثر النفسي الفوري حيث إن الملامسة المباشرة بين الأم والطفل بعد الولادة مباشرة تعزز إحساس المولود بالأمان وتقوي الترابط النفسي بينهما.

ولتحقيق ولادة طبيعية ناجحة ينصح الخبراء بضرورة اتباع بعض الإرشادات خلال فترة الحمل ومن أهمها الحفاظ على النشاط البدني عبر ممارسة الرياضات الخفيفة كالمشي واليوجا المخصصة للحوامل. ويجب أيضا اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لدعم قوة الجسم وتهيئته لهذه التجربة بالإضافة إلى تعلم تقنيات التنفس العميق والاسترخاء للسيطرة على الألم أثناء المخاض. ويعتبر الدعم النفسي من الزوج والعائلة والمتابعة الدورية مع الطبيب للتأكد من سلامة الأم والجنين من العوامل الحاسمة لنجاح الولادة.