يعد الحمص من أشهر البقوليات المعروفة منذ القدم خاصة لدى المصريين الذين استخدموه في الطهي والاحتفالات وحتى في وصفات الطب القديم. وتكمن أهميته اليوم في قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية المتعددة التي تجعله إضافة مثالية لأي نظام غذائي متوازن ينصح به خبراء التغذية.
يتميز الحمص بتركيبته الغذائية الفريدة فهو كنز غني بالعناصر المفيدة حيث يعتبر مصدرا ممتازا للبروتين النباتي والألياف الغذائية إلى جانب مجموعة متكاملة من الفيتامينات والمعادن الضرورية. يحتوي الحمص على فيتامين ب6 والفولات ومعادن مهمة مثل الحديد والمغنيسيوم والفوسفور والزنك والبوتاسيوم بالإضافة إلى كميات قليلة من الدهون الصحية المفيدة للجسم.
تمتد فوائد الحمص لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية إذ تساعد الألياف الذائبة الموجودة فيه على خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض مثل تصلب الشرايين. كما يساهم عنصر البوتاسيوم في تنظيم مستويات ضغط الدم والحفاظ عليه ضمن المعدلات الطبيعية.
بفضل محتواه العالي من الألياف والبروتين معا يلعب الحمص دورا مهما في التحكم بالوزن. تعمل هذه المكونات على زيادة الشعور بالشبع والامتلاء لفترات طويلة وهو ما يقلل من الرغبة في تناول الطعام بين الوجبات وبالتالي يساعد على الوقاية من السمنة والحفاظ على وزن صحي.
يعتبر الحمص خيارا غذائيا مثاليا لمرضى السكري نظرا لأنه من الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض. هذا يعني أنه لا يتسبب في ارتفاع سريع وحاد في مستويات السكر في الدم مما يجعله جزءا آمنا من نظامهم الغذائي للمساعدة في استقرار مستويات الجلوكوز.
يدعم الحمص صحة الجهاز الهضمي بشكل كبير فالألياف الغذائية تعزز حركة الأمعاء المنتظمة وتساهم في الوقاية من الإمساك. كما أنها تدعم نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء وهو ما يحسن من صحة الجهاز الهضمي بشكل عام ويقلل من الاضطرابات الهضمية.
يساهم الحمص أيضا في تقوية بنية الجسم ودعم صحة العظام والعضلات. فهو يحتوي على معادن الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور وهي عناصر أساسية لبناء عظام قوية والوقاية من خطر الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في العمر. كما أن البروتين النباتي عالي الجودة فيه ضروري لبناء العضلات وتجديد أنسجة الجسم مما يجعله مثاليا للنباتيين.
بفضل محتواه من الحديد والفولات يؤدي الحمص دورا حيويا في الوقاية من الأنيميا أو فقر الدم حيث يساهم هذان العنصران في إنتاج خلايا الدم الحمراء. وتزداد أهمية ذلك بشكل خاص للنساء خلال فترات الحمل والدورة الشهرية.
لا تقتصر فوائد الحمص على الصحة الجسدية الداخلية بل تمتد لتشمل الصحة العقلية والمظهر الخارجي. فمعدن المغنيسيوم وفيتامينات ب الموجودة فيه تحسن من نشاط الجهاز العصبي وتعزز التركيز والذاكرة وتساعد على تقليل التوتر والإجهاد. وعلى صعيد آخر يساعد الزنك والفيتامينات على تجديد خلايا البشرة والحفاظ على نضارتها بينما يقوي البروتين والحديد بصيلات الشعر ويمنع تساقطه.
يعمل الحمص كداعم قوي لجهاز المناعة لاحتوائه على مضادات الأكسدة مثل فيتامين سي والزنك وهذه المكونات تساعد الجسم على مقاومة العدوى والأمراض المختلفة. وللحصول على أقصى فائدة يُنصح بنقع الحمص قبل طهيه لتقليل الغازات وتحسين عملية الهضم مع أهمية الاعتدال في تناوله لتجنب أي انتفاخات.
