السكر: ما هو الحد اليومي الآمن وكيف تتجنب مخاطره الصحية الخفية

السكر: ما هو الحد اليومي الآمن وكيف تتجنب مخاطره الصحية الخفية
السكر: ما هو الحد اليومي الآمن وكيف تتجنب مخاطره الصحية الخفية

يشكل الاستهلاك المفرط للسكريات المضافة تهديدا كبيرا للصحة العامة حيث يرفع من احتمالية الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض المزمنة والخطيرة. ويرتبط تناول كميات عالية من هذه السكريات بشكل مباشر بزيادة مخاطر أمراض القلب والسكري من النوع الثاني بالإضافة إلى السمنة والتهاب الكبد الدهني غير الكحولي وارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.

الخطر الحقيقي لا يكمن في السكريات الموجودة طبيعيا في أطعمة كاملة مثل الفواكه والحليب بل في السكريات المضافة أثناء عمليات التصنيع والتحضير. يتعامل الجسم مع السكريات الطبيعية بشكل مختلف لأنها تأتي مصحوبة بعناصر غذائية مفيدة كالفيتامينات والألياف والمعادن التي تساهم في موازنة تأثيرها الصحي وتوفر للجسم فوائد إضافية لا توجد في الأطعمة المصنعة الغنية بالسكريات المضافة.

وتقدم الإرشادات الصحية توصيات واضحة بشأن الكمية القصوى المسموح بها من السكر المضاف يوميا. ينبغي ألا تتجاوز نسبة السعرات الحرارية القادمة من السكريات المضافة 10% من إجمالي السعرات اليومية للشخص. على سبيل المثال إذا كان الشخص يستهلك 2000 سعر حراري في اليوم فيجب ألا يزيد استهلاكه من السكر المضاف عن 200 سعر حراري أي ما يعادل 48 جراما أو 12 ملعقة صغيرة.

وهناك توصيات أكثر تحديدا تشدد على ضرورة خفض هذه الكميات بشكل أكبر حيث يُنصح بألا يتجاوز استهلاك النساء والأطفال فوق عمر السنتين 25 جراما أي 6 ملاعق صغيرة يوميا بينما تصل الكمية الموصى بها للرجال إلى 36 جراما أي 9 ملاعق صغيرة. والمثير للقلق أن علبة واحدة من المشروبات الغازية قد تحتوي على هذه الكمية المسموح بها ليوم كامل.

تشير دراسات حديثة إلى أن السكريات المضافة تتسلل إلى ما يقرب من 68% من الأطعمة المعبأة المتوفرة في المتاجر ما يعني أن أكثر من ثلثي المنتجات في عربة التسوق قد تحتوي على محليات مضافة. وتوجد هذه السكريات بكميات كبيرة في منتجات غير متوقعة مثل صلصات المعكرونة والكاتشب وصلصات الشواء وتتبيلات السلطة والخبز وحبوب الإفطار وألواح البروتين والجرانولا وحتى الفواكه المعلبة والمجففة. كما تختبئ في المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة والقهوة والشاي المحلى.

لتجنب هذه السكريات الخفية يصبح من الضروري قراءة الملصقات الغذائية بعناية لفهم كمية السكر المضاف في كل حصة غذائية. ومن المهم الانتباه إلى أن السكر يختبئ تحت مسميات عديدة في قائمة المكونات مثل شراب الذرة عالي الفركتوز والسكروز والدكستروز والمالتوز وعصير القصب ورحيق الفاكهة. وينصح الخبراء بمحاولة اختيار الأطعمة التي تحتوي على كمية سكر مضاف في حدود الأرقام الفردية وتجنب تلك التي تتجاوز 10 جرامات لكل حصة.

إحدى الاستراتيجيات الفعالة هي تتبع الاستهلاك اليومي للسكر عبر تطبيقات الهاتف المخصصة لذلك فهذه الخطوة تزيد الوعي بالكميات الفعلية التي يتم تناولها. وعند الرغبة في تناول الحلويات يُفضل الاكتفاء بحصة واحدة وتناولها مع وجبة رئيسية أو مصدر للبروتين لتخفيف الارتفاع الحاد في مستويات سكر الدم وتجنب الأضرار الصحية المترتبة على ذلك.