تعد تشققات الكعبين مشكلة واسعة الانتشار لا تقتصر على كونها مصدر إزعاج جمالي بل قد تتطور إلى آلام حادة وخطر الإصابة بالعدوى بسبب الجروح المفتوحة التي تسببها. وتنشأ هذه الحالة المزعجة بشكل أساسي نتيجة جفاف الجلد الشديد الذي يحول ملمس القدمين إلى مظهر خشن وغير صحي ويسبب إتلاف الجوارب أحيانا.
يتعرض الكعبان لضغط مستمر يوميا أثناء المشي وهو ما يدفع الجلد في هذه المنطقة إلى زيادة سماكته وتصلبه كرد فعل وقائي. ومع مرور الوقت والتقدم في العمر يفقد الجلد مرونته وتقل قدرته على إنتاج الزيوت الطبيعية مما يجعله أكثر عرضة للجفاف والتشقق خاصة مع الاحتكاك المستمر بالأحذية أو إهمال الترطيب المنتظم الذي يهمله الكثيرون مقارنة ببقية أجزاء الجسم.
تبدأ خطوات العلاج الفعال بالنظافة اليومية للقدمين حيث يجب غسلهما بماء فاتر وصابون لطيف خال من العطور. وينصح بتجنب نقع القدمين لفترات طويلة لأن ذلك قد يضعف حاجز الحماية الطبيعي للجلد ويؤدي إلى فقدان المزيد من الرطوبة بدلا من اكتسابها.
يأتي الترطيب المكثف كخطوة أساسية بعد غسل وتجفيف القدمين مباشرة حيث يجب تطبيق كريم أو غسول مرطب غني. ويفضل البحث عن منتجات تحتوي على مادة السيراميد التي تساعد على حبس جزيئات الماء داخل الجلد وتساهم في ترميم الحاجز الواقي له.
لتعزيز فعالية الترطيب ينصح بعد امتصاص الجلد للكريم بوضع طبقة من مرهم عازل مثل الفازلين. هذه الطبقة تعمل كغطاء يحبس الرطوبة التي تم تطبيقها ويمنع تبخرها مما يسرع من عملية الشفاء ويمنح الجلد فرصة للتعافي.
يعتبر ارتداء الجوارب القطنية الخفيفة أثناء النوم عادة ممتازة لحبس الرطوبة وتعزيز تأثير المرطبات. كما أن ارتداء الجوارب بشكل عام خلال اليوم يضيف طبقة حماية إضافية للجلد ويقلل من الأضرار الناتجة عن الاحتكاك بالبيئة الخارجية والأحذية.
يمكن الاستعانة ببعض الأدوات بحذر لتسريع التخلص من الجلد الميت مثل أحجار الخفاف أو مبارد القدم اليدوية أو الإلكترونية مع ضرورة استخدامها باعتدال لتجنب إيذاء الجلد. كما توجد مقشرات كيميائية للقدم تعمل على تقشير الطبقات السطحية وتحسين ملمس الجلد.
لا ينبغي تجاهل تشققات الكعبين دائما على أنها مجرد مشكلة جفاف بسيطة. ففي بعض الحالات قد يكون الجلد الجاف والمتقشر مؤشرا على وجود حالة صحية كامنة تتطلب استشارة طبية مثل التهاب الجلد التأتبي أو الصدفية أو حتى مرض السكري أو نقص في بعض العناصر الغذائية. وينصح بتجنب المقشرات الكيميائية في حال وجود حالات جلدية أخرى مثل قدم الرياضي أو الإكزيما وكذلك عند وجود أي جروح مفتوحة أو تهيج بالجلد.
