يكشف الفشار عن وجهه الصحي المفاجئ متجاوزا صورته النمطية كوجبة خفيفة تقتصر على دور السينما ومقترنة بكميات وفيرة من الزبدة والملح. فهذه الوجبة الشائعة عالميا عند تحضيرها بالطريقة الصحيحة تتحول إلى خيار غذائي غني بالفوائد بفضل محتواها من العناصر الغذائية المهمة وسعراتها الحرارية المنخفضة.
يمكن للفشار أن يلعب دورا فعالا في التحكم بالوزن بفضل خصائصه الفريدة فالألياف الغذائية التي يزخر بها تمنح شعورا بالشبع والامتلاء يستمر لفترة طويلة وهو ما يقلل من الرغبة في تناول وجبات خفيفة أخرى غير صحية وعالية الدهون. وهذا المزيج بين الألياف العالية والسعرات الحرارية القليلة يجعله حليفا لمن يسعون إلى تجنب زيادة الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
تمتد فوائد الفشار لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية حيث أظهرت الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف تساهم بشكل كبير في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشريان التاجي. وإضافة إلى ذلك فإن تناول الفشار دون إضافات مثل الملح أو الزبدة يساعد على خفض ضغط الدم المرتفع أو يقلل من احتمالية الإصابة به من الأساس مما يعزز دوره في حماية الجهاز الدوري.
يعد الفشار أيضا خيارا ممتازا للمساعدة في الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني والسيطرة عليه وهذا يعود لكونه من الحبوب الكاملة التي أثبتت فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بالمرض خاصة لدى البالغين في منتصف العمر. كما أن مؤشره الجلايسيمي المنخفض يجعله طعاما مثاليا للحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم وتجنب الارتفاعات الحادة التي تسببها الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي العالي مما يساعد مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني على تحسين مستويات الجلوكوز والدهون لديهم.
تأتي القيمة الغذائية للفشار لتدعم فوائده الصحية المتعددة فهو مصدر غني بالأحماض الفينولية التي تعمل كمضادات أكسدة قوية في الجسم. وتحتوي حصة تبلغ ثلاثة أكواب من الفشار المحضر بالهواء الساخن على 92 سعرا حراريا فقط و3 جرامات من البروتين و3.5 جرامات من الألياف مع خلوها تماما من السكر وجرام واحد فقط من الدهون. كما أنه يمد الجسم بمجموعة من الفيتامينات والمعادن الهامة مثل حمض الفوليك والنياسين وفيتامين ب6 وفيتامينات أ و هـ و ك.
يكمن سر الحصول على هذه الفوائد الصحية في طريقة التحضير فالفشار في جوهره هو حبوب ذرة كاملة يتم تسخينها حتى تتمدد وتنفجر بفعل الرطوبة المحتبسة داخلها. لكن هذه الفوائد قد تتلاشى تماما عند إضافة كميات كبيرة من الزبدة التي ترفع محتوى الدهون المشبعة بشكل كبير أو الملح الذي يزيد من نسبة الصوديوم. لذلك يوصى بتناوله بشكله الطبيعي أو مع استخدام كمية قليلة جدا من زيت صحي ورشة خفيفة من الملح لمن يرغب في إضافة نكهة.
