
يعد التهاب المثانة أحد أكثر أشكال التهابات المسالك البولية انتشارا وهو حالة تصيب بطانة المثانة وتسبب إزعاجا كبيرا للمصابين بها وعلى الرغم من أن هذه الحالة الصحية غالبا ما تكون بسيطة وقد تختفي من تلقاء نفسها إلا أن تكرارها أو اشتداد أعراضها يستدعي استشارة طبية لتجنب أي مضاعفات محتملة.
تتعدد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المثانة ومن أبرزها استخدام القسطرة البولية لفترات طويلة أو تغييرها بشكل متكرر كما أن بعض وسائل منع الحمل مثل الحجاب الحاجز قد ترفع من احتمالية الإصابة وتلعب بعض الحالات الصحية دورا في ذلك مثل مرض السكري الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في البول مما يخلق بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا كما أن عدم قدرة الشخص على إفراغ مثانته بالكامل يزيد من فرص حدوث العدوى بالإضافة إلى أن العلاج الإشعاعي لمنطقة الحوض يعد أحد عوامل الخطر المعروفة.
يحدث التهاب المثانة بشكل أساسي عندما تتمكن البكتيريا التي تعيش عادة على الجلد أو في الأمعاء من الدخول إلى مجرى البول والوصول إلى المثانة وهناك تلتصق بجدار المثانة الداخلي مسببة تهيجا والتهابا ورغم أن أي شخص معرض للإصابة فإن الإناث هن الأكثر عرضة لذلك ويرجع السبب إلى قصر الإحليل لديهن وقربه من فتحة الشرج مما يسهل على البكتيريا الانتقال والوصول إلى المثانة.
يمكن تصنيف التهاب المثانة إلى نوعين رئيسيين الأول هو التهاب المثانة الحاد الذي يظهر بشكل مفاجئ ومؤقت والنوع الثاني هو التهاب المثانة الخلالي وهو حالة مزمنة طويلة الأمد ولا يزال سببها الدقيق غير واضح للعلماء وتتنوع أسباب الالتهاب لتشمل عدة فئات فالتهاب المثانة البكتيري هو الأكثر شيوعا وتسببه غالبا بكتيريا إشريكية قولونية وأنواع أخرى كما يمكن أن ينجم الالتهاب عن استخدام بعض الأدوية كأدوية العلاج الكيميائي التي تهيج المثانة عند خروجها من الجسم وهناك أيضا التهاب المثانة الإشعاعي الذي قد يحدث كتأثير جانبي للعلاج الإشعاعي للحوض وكذلك التهاب المثانة الكيميائي الناتج عن التعرض لمواد مهيجة مثل بعض أنواع الصابون أو المبيدات المنوية وقد تتسبب أجسام غريبة كالقسطرة البولية في حدوث الالتهاب إما بسبب إدخال البكتيريا معها أو بسبب تهيج الأنسجة عند تركيبها وإزالتها.
تختلف الأعراض بشكل كبير حسب نوع الالتهاب ففي حالات التهاب المثانة الحاد يشعر المريض بألم أو حرقان عند التبول مع تكرار الحاجة للذهاب إلى الحمام بشكل ملح وقد يصبح لون البول داكنا أو عكرا وذا رائحة نفاذة ويصاحب ذلك أحيانا ألم أسفل البطن وشعور عام بالضعف والتعب أما عند الأطفال فقد تظهر الأعراض على شكل حمى وتهيج وفقدان للشهية مع غثيان وقيء.
أما التهاب المثانة الخلالي فتتمثل أعراضه في ألم مزمن إما في أسفل البطن أو في منطقة مجرى البول أو المهبل مع حاجة مستمرة وملحة للتبول وقد يعاني الذكور المصابون به من ألم في الخصيتين أو كيس الصفن أو حتى أثناء القذف وهناك نوع آخر يسمى التهاب المثانة النزفي تتضرر فيه الأوعية الدموية في بطانة المثانة مما يؤدي إلى ظهور دم في البول وتتراوح شدته من نزيف بسيط غير مرئي بالعين المجردة إلى ظهور جلطات دموية كبيرة قد تسد مجرى البول ويشعر المصاب به بنفس أعراض الالتهاب الحاد بالإضافة إلى فقدان السيطرة على المثانة أحيانا.
تتعافى معظم الحالات الخفيفة من التهاب المثانة خلال أيام قليلة دون تدخل طبي ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من ثلاثة أيام يصبح من الضروري مراجعة الطبيب ولتخفيف الأعراض في المنزل يمكن للمريض تناول مسكنات الألم وشرب كميات كبيرة من الماء ويُنصح بتجنب المشروبات الكحولية ويُعتقد أن التوت البري يحتوي على مادة تمنع البكتيريا من الالتصاق بجدار المثانة لكن فعاليتها في صورة عصير أو كبسولات لا تزال غير مؤكدة نظرا لعدم ضمان وجود تركيز كاف من المادة الفعالة فيها.