
كشفت دراسة طبية حديثة أجراها مركز بيث دياكونيس الطبي في بوسطن عن وجود علاقة مباشرة بين استخدام الهواتف الذكية داخل دورة المياه وزيادة خطر الإصابة بالبواسير بنسبة ملحوظة. وحذر الخبراء من أن هذه العادة الشائعة لا تقتصر على إضاعة الوقت بل تعرض الأفراد لمخاطر صحية متعددة تشمل الالتهابات البكتيرية المؤلمة التي قد تتطور في حالات نادرة إلى الإنتان وهو عدوى خطيرة تهدد الحياة.
أوضح الباحثون أن السبب الرئيسي وراء هذه المخاطر يكمن في أن استخدام الهاتف أثناء الجلوس على المرحاض يطيل مدة البقاء في الحمام دون قصد. هذا الجلوس المطول يزيد من الضغط على الأوردة الموجودة في منطقة الشرج والمستقيم السفلي مما يؤدي إلى تمددها والتهابها وتكون البواسير. وأشارت الدكتورة تريشا باسريشا كبيرة مؤلفي الدراسة إلى أن تطبيقات الهواتف مصممة خصيصا لجعل المستخدم يفقد الإحساس بالوقت مما يزيد من تفاقم المشكلة.
واستندت النتائج التي نشرت في مجلة PLOS One على استطلاع عبر الإنترنت شمل مشاركين تم تقييمهم من قبل متخصصين. وأظهرت البيانات أن أكثر من 65 بالمائة من المشاركين يعتادون على استخدام هواتفهم في المرحاض وأن هؤلاء كانوا يميلون إلى أن يكونوا من الفئة العمرية الأصغر. ووجدت الدراسة أن خطر الإصابة بالبواسير يرتفع بنسبة 46 بالمائة لدى مستخدمي الهواتف في الحمام مقارنة بغيرهم بعد الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى مثل العمر وممارسة الرياضة وتناول الألياف.
وتعتبر البواسير حالة شائعة حيث يعاني منها شخص واحد من كل ثلاثة أشخاص في مرحلة ما من حياتهم كما تصيب ما يقرب من نصف البالغين فوق سن 45 عاما. وهي عبارة عن أوردة منتفخة في فتحة الشرج أو حولها وفي الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي مضاعفاتها إلى تكوين خراجات أو حدوث عدوى بكتيرية.
كشفت الدراسة أيضا عن فارق كبير في المدة التي يقضيها الأشخاص في المرحاض حيث تبين أن 37 بالمائة من مستخدمي الهواتف الذكية يمكثون لأكثر من خمس دقائق في كل مرة مقارنة بنسبة 7.1 بالمائة فقط من غير المستخدمين. وكانت قراءة الأخبار وتصفح وسائل التواصل الاجتماعي هي الأنشطة الأكثر شيوعا على الهاتف أثناء الوجود في الحمام.
تتنوع أعراض البواسير بناء على نوعها فالبواسير الداخلية الموجودة داخل المستقيم نادرا ما تسبب ألما ولكن قد يلاحظ المصاب بها وجود دم أحمر فاتح على ورق التواليت. أما البواسير الخارجية فتظهر على شكل كتل صلبة ومؤلمة قرب فتحة الشرج وقد تسبب حكة وتهيجا وألما خاصة عند الجلوس. وفي بعض الحالات تتكون جلطة دموية داخل الباسور الخارجي مما يسبب ألما حادا ومفاجئا وتورما والتهابا.
يقدم الخبراء بناء على هذه النتائج نصائح واضحة لتجنب هذه المشاكل الصحية وأبرزها هو ترك الهاتف الذكي خارج الحمام تماما. وينصحون بمحاولة إنهاء حركة الأمعاء في غضون دقائق قليلة وإذا استغرق الأمر وقتا أطول يجب على الشخص أن يسأل نفسه عن السبب هل هو صعوبة في الإخراج أم أنه كان مشتتا بسبب الهاتف.