
تعد حلوى أم علي واحدة من أشهر الأطباق الحلوة التي تزين الموائد في مصر والعديد من الدول العربية وهي ليست مجرد وصفة عادية بل قطعة من التاريخ المطبخي الذي تناقلته الأجيال حيث تتميز بطعمها الفريد وقوامها الغني الذي يجمع بين الطراوة والقرمشة ما جعلها خيارا مفضلا في المناسبات والتجمعات العائلية.
يعود أصل هذا الطبق الشهي إلى قصة تروى من العصر المملوكي حيث يشار إلى أن زوجة أحد السلاطين كانت وراء ابتكار هذه الوصفة احتفالا بحدث سياسي هام ومنذ ذلك الوقت ارتبط اسمها بالبهجة والأفراح وبقيت رمزا للضيافة الشرقية الأصيلة.
تعتمد أم علي في أساسها على مكونات بسيطة ومتوفرة لكن سر نجاحها يكمن في جودة هذه المكونات وتوازن النكهات بينها فالعمود الفقري للوصفة هو نوع من العجائن المخبوزة والذي يمكن أن يتنوع بشكل كبير فهناك من يفضل استخدام رقائق الجلاش المحمصة بالزبدة للحصول على قرمشة مميزة وهناك من يلجأ إلى الكرواسون الذي يضفي طراوة وغنى بفضل محتواه من الزبدة كما يعد الخبز الفينو المحمص بديلا اقتصاديا وسريعا يعطي نتيجة مرضية أيضا.
تتطلب طريقة التحضير التقليدية تقطيع العجينة المختارة إلى قطع صغيرة وتوزيعها في طاجن أو صينية فرن ثم تأتي طبقة المكسرات التي تمنح الطبق بعدا آخر من النكهة والملمس حيث يضاف مزيج من اللوز والجوز والبندق والفستق المجروش مع كمية من جوز الهند والزبيب لإضفاء لمسة شرقية مميزة ويمكن التحكم في أنواع المكسرات وكميتها حسب الذوق الشخصي.
بعد تجهيز الطبقات الجافة يأتي دور الحليب الذي يعتبر العنصر الذي يربط كل المكونات معا وللحصول على مذاق غني يفضل استخدام الحليب كامل الدسم وتسخينه على النار مع كمية مناسبة من السكر حتى يذوب تماما ويمكن تعزيز النكهة بإضافة القليل من الكريمة السائلة أو مكعب صغير من الزبدة للحليب الساخن ثم يسكب المزيج فوق العجينة والمكسرات حتى يتشربها بالكامل.
للوصول إلى الوجه الذهبي الشهي الذي تشتهر به أم علي توضع طبقة سخية من القشطة الطازجة أو الكريمة على السطح قبل إدخال الصينية إلى فرن ساخن على درجة حرارة متوسطة وتترك لمدة تتراوح بين عشرين وخمس وعشرين دقيقة حتى يكتسب الوجه لونا ذهبيا جميلا وتقدم ساخنة فور خروجها من الفرن ويمكن تزيينها برشة من القرفة أو الفستق المطحون.
على الرغم من مذاقها اللذيذ وشعبيتها الواسعة فإن حلوى أم علي تعتبر من الأطباق الغنية بالسعرات الحرارية نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من الكربوهيدرات والدهون المستمدة من العجائن والمكسرات والحليب كامل الدسم والقشطة لكنها في الوقت نفسه مصدر جيد للطاقة والمعادن والفيتامينات الموجودة في المكسرات بالإضافة إلى الكالسيوم والبروتين من الحليب لذلك ينصح بتناولها باعتدال خصوصا لمن يتبعون أنظمة غذائية محددة.