
شهدت أسواق الصاغة في مصر ارتفاعا ملحوظا في أسعار الذهب حيث قفز سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا في البلاد بأكثر من سبعين جنيها دفعة واحدة وتأتي هذه الحركة الصعودية القوية في السوق المحلي كانعكاس مباشر للارتفاعات القياسية التي سجلتها أونصة الذهب في البورصات العالمية خلال تعاملات الأسبوع.
يأتي هذا التحرك في الأسعار المحلية بالتزامن مع صعود سعر الذهب الفوري عالميا بنسبة تقارب 0.9 بالمئة ليصل إلى مستوى 3577.33 دولارا للأونصة كما سجلت الأسعار في وقت سابق أعلى مستوى لها على الإطلاق ببلوغها 3582.71 دولارا وبهذا تكون قد حققت مكاسب أسبوعية بنسبة 3.7 بالمئة في أفضل أداء لها منذ شهر يونيو.
وتساهم التوترات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة في زيادة حالة عدم اليقين بالأسواق العالمية حيث أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستلجأ إلى المحكمة العليا للمطالبة بقرار عاجل بخصوص الرسوم الجمركية التي كانت محكمة استئناف قد قضت بعدم قانونيتها الأسبوع الماضي الأمر الذي يفتح الباب أمام مزيد من التوترات التجارية المحتملة ويثير قلق المستثمرين.
وقد أثار هذا التوجه نحو المحكمة العليا حالة من الغموض في السوق إذ أن قراراتها قد تغير المشهد الاقتصادي الكلي بشكل جذري خاصة إذا لم تأت الأحكام متوافقة مع رغبات الإدارة الأمريكية الحالية وهو ما يدفع المتعاملين للبحث عن أصول آمنة.
على صعيد آخر تتواصل الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية على البنك الاحتياطي الفيدرالي من أجل خفض أسعار الفائدة وقد وصلت هذه الضغوط إلى حد مناقشة إقالة رئيس البنك جيروم باول علنا ومحاولة إقالة ليزا كوك عضوة البنك مؤخرا وهو ما يمثل اختبارا حاسما لمدى استقلالية البنك وقدرته على العمل بعيدا عن التدخلات السياسية.
إن محاولات المساس باستقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي تسببت في انحياز واضح للمستثمرين نحو الذهب مما نتج عنه زخم صاعد كبير في أسعاره حيث يعتبر المعدن الأصفر ملاذا آمنا في أوقات الاضطرابات السياسية والاقتصادية.
وقد عززت هذه العوامل مجتمعة من الطلب على الذهب كملاذ آمن خلال الفترة الأخيرة وشهد هذا الأسبوع إقبالا كبيرا كان كافيا لدفع سعر الأونصة لاختراق المستوى التاريخي عند 3500 دولار ويترقب المتعاملون حاليا صدور بيانات تقرير الوظائف الأمريكي لتحديد توقعاتهم حول مستقبل السياسة النقدية وأسعار الفائدة.
وتشهد الأسواق المالية حالة من العزوف عن المخاطرة تجلت بوضوح في ارتفاع عوائد السندات العالمية وسط مخاوف متزايدة بشأن ارتفاع مستويات الديون في الدول المتقدمة كما أدت عمليات بيع السندات إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي الذي ارتفع لأعلى مستوى له في أسبوع أمام سلة من العملات الرئيسية.
وفي السوق المصري بلغت أسعار الذهب للأعيرة المختلفة المستويات التالية حيث سجل عيار 24 سعر 5566 جنيها للجرام ووصل سعر عيار 21 إلى 4870 جنيها للجرام بينما بلغ سعر عيار 18 نحو 4174 جنيها للجرام وسجل عيار 14 سعر 3247 جنيها للجرام أما سعر الجنيه الذهب فقد وصل إلى 38960 جنيها.
يتحرك سعر الذهب في مصر صعودا وهبوطا بفوارق سعرية قد تصل إلى ثلاثين جنيها في اليوم الواحد متأثرا بشكل مباشر بالتغيرات التي تطرأ على سعر الأونصة عالميا بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب المحلية التي تلعب دورا مهما في تحديد حركة السوق.