فواكه عالية السكر تبدو صحية لكنها تشكل خطرًا كبيرًا على مرضى السكري

فواكه عالية السكر تبدو صحية لكنها تشكل خطرًا كبيرًا على مرضى السكري
فواكه عالية السكر تبدو صحية لكنها تشكل خطرًا كبيرًا على مرضى السكري

يشكل المحتوى الطبيعي من السكر في بعض أنواع الفاكهة تحديا كبيرا لمرضى السكري على الرغم من القيمة الغذائية العالية التي تقدمها. فالفواكه التي تعد مصدرا غنيا بالفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة يمكن أن تسبب ارتفاعا سريعا وحادا في مستويات الجلوكوز بالدم مما يستدعي الانتباه لنوعها وكميتها المسموح بها.

أكدت استشارية تغذية علاجية أن الفواكه مكون مهم في أي نظام غذائي صحي لكن بعضها يحتوي على نسب مرتفعة من السكريات الطبيعية التي قد تؤدي إلى زيادة سريعة في جلوكوز الدم لدى مرضى السكري. لهذا السبب يصبح التحكم في الكميات وتحديد الأنواع أمرا ضروريا للحفاظ على معدلات السكر الطبيعية.

وهناك قائمة من الفواكه التي يجب على مرضى السكري الحذر عند تناولها بسبب محتواها السكري المرتفع. وتأتي فاكهة الليتشي الاستوائية في مقدمة هذه القائمة حيث يتميز كوب واحد منها بحلاوة شديدة ويحتوي على قرابة 29 غراما من السكر مما يضع عبئا على الجسم في تنظيم مستويات الجلوكوز.

أما المانجو التي يلقبها البعض بملكة الفواكه لمذاقها الفريد فإنها لا تقل خطورة إذ قد تصل نسبة السكر في حبة متوسطة الحجم إلى 45 غراما ما يجعلها خيارا يتطلب حذرا شديدا. كما ينضم العنب إلى القائمة فبالرغم من غناه بمضادات الأكسدة إلا أن كوبا واحدا منه قد يضم حوالي 23 غراما من سكر الفركتوز القادر على رفع الجلوكوز بشكل حاد.

ولا يمكن إغفال الموز الذي يعد وجبة خفيفة سهلة لكنه ذو مؤشر جلايسيمي مرتفع فموزة متوسطة الحجم تحتوي على 14 غراما من السكر وتزيد فعاليتها في رفع جلوكوز الدم كلما زاد نضجها. وكذلك الكرز فهو فاكهة صغيرة لكنها حلوة للغاية حيث يحتوي كوب واحد منها على 18 غراما من السكر تقريبا.

كما يجب الحذر عند تناول الأناناس المنعش الذي يزود الجسم بنحو 16 غراما من السكر لكل كوب من قطعه. وينطبق الأمر نفسه على التين سواء كان طازجا أم مجففا حيث تحتوي حبتان متوسطتا الحجم على ما يصل إلى 16 غراما من السكر وتكون هذه النسبة أعلى بكثير في التين المجفف.

في المقابل توجد بدائل أكثر أمانا لمرضى السكري وهي الفواكه ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض التي يمكن دمجها في النظام الغذائي باعتدال. وتشمل هذه الخيارات الذكية أنواع التوت المختلفة مثل الفراولة والتوت الأزرق والأحمر بالإضافة إلى التفاح والكمثرى والجوافة التي تعتبر خيارات ممتازة.

وينصح خبراء التغذية بتطبيق استراتيجيات ذكية عند تناول الفواكه لضمان الحصول على فوائدها دون التأثير سلبا على مستويات السكر. من أبرز هذه النصائح دمج حصص الفاكهة منخفضة السكر مع مصادر للبروتين الصحي مثل المكسرات أو الزبادي اليوناني حيث يساعد ذلك على إبطاء عملية امتصاص السكر ومنع الارتفاعات المفاجئة في جلوكوز الدم.

ويظل الاعتدال والوعي بنوع الفاكهة أساس إدارة مرض السكري. فتناول الفواكه عالية السكر بكميات محسوبة ومحدودة أو استبدالها بالأنواع منخفضة السكر يمثل خطوة حاسمة نحو الحفاظ على توازن مستويات الجلوكوز. ونظرا لأن استجابة الأجسام تختلف من شخص لآخر فإن أفضل نهج غذائي يتمثل في المراقبة الدائمة لمستويات الجلوكوز بعد تناول الطعام لمعرفة تأثير كل نوع من الفاكهة على الجسم بشكل شخصي وتحديد الخيارات الأنسب.