الجفاف لدى الرضع والأطفال: خطر صامت يهدد حياتهم وهذه أبرز علاماته التحذيرية

الجفاف لدى الرضع والأطفال: خطر صامت يهدد حياتهم وهذه أبرز علاماته التحذيرية
الجفاف لدى الرضع والأطفال: خطر صامت يهدد حياتهم وهذه أبرز علاماته التحذيرية

يشكل الجفاف تهديدا صحيا حقيقيا للرضع والأطفال الصغار على الرغم من اعتمادهم الكلي على السوائل في غذائهم سواء من الرضاعة الطبيعية أو الصناعية. وتكمن الخطورة في أن أجسامهم الصغيرة تفقد الماء بسرعة أكبر مقارنة بالبالغين مما يجعل تعويض هذا النقص أمرا بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات إذا لم يتم التعامل معه بشكل فوري.

تتعدد العوامل التي تؤدي إلى فقدان السوائل لدى الأطفال وتختلف باختلاف المرحلة العمرية فبالنسبة لحديثي الولادة قد تنشأ المشكلة من صعوبات أولية في الرضاعة مثل عدم القدرة على الالتصاق بثدي الأم أو حلمة الزجاجة بشكل صحيح أو بسبب عدم كفاية إمدادات حليب الأم في الأيام الأولى. كما أن كثرة التقيؤ والبصق تعد من الأسباب المباشرة. أما لدى الرضع الأكبر سنا والأطفال الصغار فيعد المرض هو المسبب الأكثر شيوعا خصوصا عند الإصابة بنزلات البرد وفيروسات المعدة أو الحساسية الغذائية التي يصاحبها غالبا إسهال وقيء وحمى تزيد من فقدان السوائل عبر التعرق أو بسبب التعرض المفرط للحرارة.

يمكن للأهل ملاحظة علامات الجفاف من خلال مجموعة من الأعراض المتنوعة التي تظهر على الطفل. فلدى حديثي الولادة يجب الانتباه إلى أي انخفاض ملحوظ في اليافوخ وهي المنطقة اللينة أعلى الرأس أو إذا بدت عيون الطفل غائرة للداخل. كما أن النوم المفرط والبكاء دون دموع أو بدموع قليلة جدا يعد مؤشرا قويا بالإضافة إلى برودة الأطراف وتجعد الجلد والمزاج العصبي غير المعتاد. وتتشابه بعض هذه العلامات لدى الرضع الأكبر سنا حيث يظهر عليهم الخمول وفقدان الرغبة في اللعب وجفاف الفم والإمساك مع ملاحظة أن حفاضاتهم تظل جافة لساعات طويلة قد تتجاوز الست ساعات بالإضافة إلى تسارع في التنفس وضربات القلب.

يعتمد التعامل مع الجفاف والوقاية منه على عمر الطفل وسبب المشكلة. فإذا كان حديث الولادة يواجه صعوبة في الرضاعة الطبيعية ينصح بالاستمرار في المحاولة بانتظام وفي حال عدم النجاح يمكن اللجوء إلى الحليب المسحوب أو الصناعي باستخدام قطارة أو زجاجة معقمة. وقد يكون تغيير نوع الحليب الصناعي حلا فعالا إذا كان القيء هو السبب الرئيسي. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا الذين يعانون من الحمى فيمكن تخفيض درجة حرارتهم بالكمادات وإلباسهم ملابس خفيفة لتقليل التعرق. ولتشجيعهم على تناول السوائل يمكن تقديم عصائر مجمدة محضرة منزليا من الفواكه الطبيعية أو إطعامهم أطعمة غنية بالماء مثل البطيخ والخيار.

يجب عدم التردد في الاتصال بالطبيب فورا عند ملاحظة أي من أعراض الجفاف لأن حالة الطفل قد تتدهور بسرعة. وهناك حالات تستدعي التدخل الطبي العاجل مثل عجز حديث الولادة عن المص أو تقيؤه المستمر أو إذا كان عمره أقل من ثلاثة أشهر ويعاني من حرارة تبلغ 38 درجة مئوية. وفي حالات الجفاف الشديد قد يستلزم الأمر العلاج داخل المستشفى حيث يتم تزويد الطفل بالسوائل عبر الوريد أو أنبوب أنفي معوي لضمان تعويض العناصر الغذائية والأملاح التي فقدها الجسم. وللوقاية من حدوث الجفاف من الأساس يجب التأكد من حصول حديثي الولادة على رضعات كافية قد تصل إلى تسع مرات يوميا نظرا لصغر حجم معدتهم ومراقبة عدد الحفاضات المبللة كدليل على كفاية السوائل التي يحصلون عليها.