
يمثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي حالة مرضية شائعة تنتج عن ترسب الدهون الزائدة في خلايا الكبد لأسباب لا علاقة لها باستهلاك الكحول. وعلى الرغم من أن الأسباب المباشرة لهذه الحالة لا تزال غير محددة بشكل كامل فإنها ترتبط بشكل وثيق بالعديد من المشكلات الصحية الأخرى مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني وارتفاع مستويات الكوليسترول وضغط الدم.
تشكل استراتيجيات العلاج الفعالة مزيجا بين الأدوية التي يصفها الطبيب والتغييرات الجذرية في نمط الحياة والنظام الغذائي حيث تعد هذه التعديلات حجر الزاوية في إدارة الحالة والسيطرة على تطورها ومن الضروري للغاية استشارة الطبيب المختص قبل اللجوء إلى أي علاجات بديلة أو تناول المكملات الغذائية للتأكد من أنها آمنة ومناسبة للحالة الصحية للمريض.
تؤكد الإرشادات الطبية المتخصصة أن فقدان الوزن الزائد يمثل الخطوة الأكثر أهمية لتحسين حالة الكبد الدهني حيث إن إنقاص ما يتراوح بين ثلاثة وخمسة بالمئة من إجمالي وزن الجسم يسهم في تقليل الدهون المتراكمة في الكبد بشكل ملحوظ كما أن تحقيق خسارة وزن تتراوح بين سبعة وعشرة بالمئة يمكن أن يحسن بشكل كبير من الأعراض الأخرى المرتبطة بالمرض مثل الالتهاب والتليف وينصح الخبراء بضرورة اتباع نهج تدريجي ومستدام في إنقاص الوزن وتجنب الحميات القاسية التي قد تلحق الضرر بالكبد.
يعد اتباع حمية البحر الأبيض المتوسط خيارا مثاليا أظهرت الأبحاث قدرته على المساعدة في تقليل دهون الكبد حتى دون تحقيق فقدان كبير في الوزن كما تساهم هذه الحمية في تحسين الحالات الصحية المصاحبة للمرض ترتكز هذه الحمية على الأطعمة النباتية الغنية بالعناصر الغذائية والدهون الصحية مثل الفواكه والخضروات والبقوليات وزيت الزيتون والمكسرات والحبوب الكاملة مع التركيز على تناول الأسماك واللحوم الخالية من الدهون باعتدال.
يرتبط نمط الحياة الخامل بتفاقم حالة الكبد الدهني غير الكحولي والمساهمة في زيادة حدة المشكلات الصحية المرتبطة به ولذلك يوصى بممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيا ويمكن تحقيق ذلك من خلال أنشطة بسيطة مثل المشي السريع أو استخدام الدرج بدلا من المصعد.
لل قهوة فوائد وقائية للكبد حيث تحفز إنتاج إنزيمات معينة يعتقد أنها تقاوم الالتهابات وقد أظهرت الدراسات أن تناولها بانتظام يقلل من تلف الكبد لدى المصابين وينصح بتناول كوبين إلى ثلاثة أكواب يوميا بدون سكر أو إضافات دسمة لتحقيق أقصى استفادة وعلى النقيض من ذلك يساهم الإفراط في تناول السكريات المضافة مثل الفركتوز والسكروز في تراكم الدهون في الكبد مع مرور الوقت وتوجد هذه السكريات بكثرة في المخبوزات والحلويات والمشروبات الغازية.
قد يؤدي الكبد الدهني إلى زيادة صعوبة تحكم الجسم في مستويات الكوليسترول مما يرفع من خطر الإصابة بأمراض القلب لذلك ينصح بتقليل استهلاك الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان كاملة الدسم والدهون المتحولة الموجودة في الأطعمة المصنعة والمقلية.
تعتبر أحماض أوميجا 3 الدهنية من المكملات المفيدة لصحة القلب والتي تشير الأبحاث إلى أن تناولها قد يقلل من دهون الكبد ويحسن مستويات الكوليسترول كذلك يعمل فيتامين إي كمضاد للأكسدة قد يساهم في تقليل الالتهاب الناجم عن المرض مع التشديد على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات بجرعات عالية.
تشير بعض الأبحاث الأولية إلى أن بعض الأعشاب والتوابل مثل الكركم والشاي الأخضر والزنجبيل والثوم قد يكون لها تأثيرات إيجابية على صحة الكبد وفي سياق متصل يجب تجنب المواد التي قد تزيد العبء على الكبد مثل الكحول وبعض الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية وبعض الفيتامينات والمكملات الغذائية لأنها قد تؤدي إلى تفاقم الحالة.
تتوقف مدة التعافي من الكبد الدهني على المسبب الرئيسي للحالة ففي حالة ارتباطه بالكحول قد يحدث تحسن ملحوظ خلال أسابيع قليلة بعد التوقف التام عن تناوله أما في النوع غير الكحولي فالشفاء يعتمد على مدى الالتزام بإنقاص الوزن بشكل تدريجي وصحي.