
يعد الكشك طبقا أصيلا وراسخا في المطبخ المصري خاصة في مناطق الصعيد والقرى الريفية حيث يمثل جزءا لا يتجزأ من تراث الطهي المتوارث عبر الأجيال ورغم شهرته كوجبة شعبية محبوبة في الوقت الحاضر إلا أنه كان في الماضي حكرا على موائد الأثرياء ما يضفي عليه قيمة تاريخية فريدة.
لتحضير هذا الطبق التقليدي نحتاج إلى مجموعة من المكونات البسيطة التي تمنحه قوامه الكريمي ونكهته المميزة وتشمل هذه المكونات كوبا من الأرز المسلوق مسبقا ولترا من الحليب كامل الدسم وأربع ملاعق كبيرة من الدقيق بالإضافة إلى أربع ملاعق كبيرة من القشطة البلدي الطازجة التي تعزز من غنى الطبق ولضبط المذاق يضاف الملح والفلفل الأسود حسب الرغبة كما يعتبر البصل المقلي عنصرا أساسيا للزينة ويتم تحضيره باستخدام بصلة مفرومة ناعما مع ملعقتين كبيرتين من السمن.
تبدأ خطوات الإعداد في وعاء كبير وعميق حيث يتم الجمع بين الحليب والدقيق والقشطة وهي باردة وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لضمان ذوبان الدقيق تماما في الحليب وتجنب تكون أي كتل غير مرغوب فيها عند الطهي بعد خلط المزيج جيدا يوضع الوعاء على نار متوسطة مع الاستمرار في التقليب دون توقف حتى يبدأ القوام في التكاثف ويصبح سميكا.
بمجرد الوصول إلى القوام الكريمي المطلوب يضاف الأرز المسلوق إلى الخليط مع التقليب المستمر لبضع دقائق إضافية حتى يتجانس الأرز مع بقية المكونات ويمتص النكهات وفي هذه المرحلة يمكن إضافة كمية قليلة من البصل المحمر مباشرة إلى خليط الكشك لمنحه نكهة أعمق ولكن هذه الخطوة تبقى اختيارية وتعتمد على التفضيل الشخصي.
وفي مقلاة منفصلة يتم تسخين السمن ثم تضاف البصلة المفرومة ناعما وتشوح على نار هادئة حتى تكتسب لونا ذهبيا محمرا وتصبح مقرمشة ويتم رفع البصل من المقلاة ووضعه جانبا ليستخدم لاحقا كطبقة تزيين علوية تضفي قرمشة محببة ونكهة غنية على الطبق النهائي.
يتم سكب الكشك الساخن في أطباق التقديم المخصصة له ثم يوزع على وجه كل طبق كمية وفيرة من البصل المحمر المقرمش ويقدم الطبق مباشرة وهو ساخن ليتم الاستمتاع بقوامه الدافئ الكريمي مع قرمشة البصل التي تشكل تباينا مثاليا في المذاق والملمس.