شهدت أسواق الصاغة في مصر استقراراً ملحوظاً في أسعار الذهب خلال التعاملات المسائية بعد موجة صعود قوية شهدتها في الصباح الباكر. هذا الارتفاع الصباحي أضاف حوالي 70 جنيهاً لسعر كل جرام من الأعيرة المختلفة المتداولة محلياً ويأتي ذلك متزامناً مع أداء قوي للمعدن الأصفر في البورصات العالمية التي سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 3.7%.
على الصعيد العالمي سجلت الأونصة مستويات قياسية تاريخية جديدة بعد أن تجاوز سعرها 3578 دولاراً في المعاملات الفورية. ورغم أن عمليات جني الأرباح من قبل المستثمرين كبحت جماح المكاسب بشكل مؤقت إلا أن الذهب تمكن من تحقيق ارتفاع كبير بلغ نحو 35% منذ بداية العام الحالي مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة فيه كملاذ آمن.
وتفصيلاً للأسعار المحلية بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 5566 جنيهاً بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر انتشاراً في مصر إلى 4870 جنيهاً. أما عيار 18 فقد سجل 4174 جنيهاً للجرام الواحد وبلغ سعر عيار 14 نحو 3247 جنيهاً في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 38960 جنيهاً.
ويرجع هذا الزخم الصاعد للمعدن النفيس بشكل كبير إلى الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على البنك الاحتياطي الفيدرالي لدفعه نحو خفض أسعار الفائدة. وقد وصلت هذه الضغوط إلى حد مناقشته العلنية لإمكانية إقالة رئيس البنك جيروم باول ومحاولته إقصاء ليزا كوك عضوة البنك وهو ما أثار مخاوف جدية حول استقلالية المؤسسة المالية الأهم في العالم.
إن محاولات المساس باستقلالية البنك الاحتياطي الفيدرالي تعتبر أمراً بالغ الأهمية في الأسواق المالية وقد تسببت بشكل واضح في انحياز المستثمرين نحو الذهب. هذا التوجه نحو الملاذات الآمنة أدى إلى تزايد كبير في قوة الدفع الصعودية لأسعار الذهب عالمياً.
وفي هذا السياق يوضح تيم ووترر كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد أن حركة الذهب الصعودية تأتي مع ميل المتعاملين للتريث قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية. وأكد أن العوامل الأساسية المحركة للسوق لا تزال في صالح الذهب خصوصاً مع تزايد احتمالات خفض الفائدة قريباً واستمرار التوترات بين روسيا وأوكرانيا بالإضافة إلى سعي الرئيس ترامب لإعادة تشكيل سياسات الفيدرالي الأمريكي لتكون أكثر تيسيراً.
تشهد الأسواق المالية أيضاً حالة من العزوف عن المخاطرة تجلت بوضوح في ارتفاع عوائد السندات العالمية وسط قلق متزايد بشأن المستويات المرتفعة للديون في الدول المتقدمة. وفي الوقت نفسه أدت عمليات بيع السندات العالمية إلى تعزيز قوة الدولار الأمريكي الذي ارتفع لأعلى مستوى له خلال أسبوع أمام سلة من العملات الرئيسية.
ويتأثر سعر الذهب في السوق المصرية بهذه العوامل مجتمعة حيث يتحرك صعوداً وهبوطاً بفوارق سعرية قد تصل إلى 30 جنيهاً في اليوم الواحد. وتخضع هذه التقلبات بشكل مباشر لتغيرات سعر الأونصة عالمياً بالإضافة إلى عوامل العرض والطلب الداخلية التي تساهم في تحديد مسار أسعار الذهب المحلي.
