
تتجاوز أهمية فيتامين د للمرأة مجرد دوره المعروف في تقوية العظام والوقاية من الهشاشة إذ يعد عنصرا غذائيا حيويا لدعم وظائف الجسم المتعددة حيث يساهم بشكل فعال في تحسين أداء العضلات والجهاز العصبي بالإضافة إلى تعزيز قدرة الجهاز المناعي على مواجهة ومكافحة الجراثيم التي تسبب الأمراض المختلفة.
يصنع الجسم فيتامين د بشكل أساسي عند تعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة ومع ذلك يصعب تحديد الكمية المنتجة بدقة لتأثرها بعوامل عديدة مثل وجود الغيوم والتلوث البيئي والتقدم في العمر بالإضافة إلى لون البشرة الداكن فكلها عوامل تقلل من قدرة الجلد على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية وتصنيع الفيتامين ورغم أن التعرض للشمس لمدة تتراوح بين 5 إلى 30 دقيقة مرتين أسبوعيا قد يكون كافيا للبعض إلا أن الخبراء يحذرون من أن مخاطر سرطان الجلد تفوق فوائد الحصول على الفيتامين بهذه الطريقة خاصة مع توفر بدائل أكثر أمانا.
نظرا للمخاطر المرتبطة بالتعرض المفرط للشمس يصبح النظام الغذائي هو الخيار الأمثل والأكثر أمانا للحصول على فيتامين د ويتوفر هذا الفيتامين طبيعيا في عدد محدود من الأطعمة أبرزها الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والماكريل إلى جانب زيوت كبد السمك وصفار البيض والجبن وكبد البقر والفطر كما تقوم العديد من الشركات بتدعيم منتجاتها الغذائية به مثل حليب الأبقار وأنواع الحليب النباتي كحليب الصويا واللوز وكذلك حبوب الإفطار وبعض أنواع الزبادي وعصير البرتقال ولتحسين امتصاصه ينصح بتناوله مع وجبة تحتوي على دهون صحية.
في بعض الحالات قد لا يكون النظام الغذائي كافيا لتلبية حاجة الجسم من فيتامين د وهنا يأتي دور المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب بعد التأكد من وجود نقص عبر فحص الدم وتشمل الفئات الأكثر عرضة للنقص كبار السن والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن بمؤشر كتلة جسم 30 أو أعلى وأصحاب البشرة الداكنة ومن لا يتعرضون للشمس بشكل كاف وكذلك المرضى الذين يعانون من حالات صحية تؤثر على الامتصاص في الجهاز الهضمي كمرض كرون أو من خضعوا لعمليات جراحية مثل تحويل مسار المعدة وعند اختيار المكملات يُفضل فيتامين د3 على د2 لقدرته على رفع مستويات الفيتامين في الدم بشكل أفضل.
يلعب فيتامين د دورا محوريا في صحة المرأة تحديدا لأنه المسؤول عن مساعدة الجسم على امتصاص الكالسيوم بكفاءة فبدونه لا يستطيع الجسم الاستفادة إلا من 10 إلى 15 بالمئة فقط من الكالسيوم المتناول وتزداد هذه الأهمية بعد سن الخمسين حيث تصبح النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام وتشير الإحصاءات إلى أن امرأة من كل اثنتين فوق هذا العمر معرضة لكسر في العظام قد يؤدي لمضاعفات خطيرة كما ربطت أبحاث علمية بين المستويات الكافية من فيتامين د وانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني.
توصي الإرشادات الطبية بأن يحصل البالغون حتى سن السبعين على 15 ميكروجرام من فيتامين د يوميا بينما ترتفع الجرعة الموصى بها إلى 20 ميكروجرام لمن هم فوق السبعين عاما نظرا لأن قدرة الجلد على إنتاج الفيتامين تقل مع التقدم في العمر ويمكن تحديد مستويات الفيتامين في الجسم بدقة عبر فحص دم بسيط حيث تعتبر القراءة بين 50 و125 نانومول لكل لتر مثالية بينما تشير المستويات التي تقل عن 30 نانومول لكل لتر إلى نقص قد يستدعي تناول المكملات الغذائية.
على الرغم من فوائده العديدة فإن الإفراط في تناول مكملات فيتامين د قد يؤدي إلى التسمم والتسبب بآثار جانبية خطيرة تشمل الغثيان والتقيؤ وضعف العضلات والتشوش الذهني وفقدان الشهية والجفاف وزيادة التبول والعطش الشديد وقد يتطور الأمر إلى تكوين حصوات في الكلى وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى فشل كلوي وعدم انتظام ضربات القلب.