التهابات المسالك البولية: دليلك الشامل للأعراض وأحدث طرق العلاج والوقاية منها

التهابات المسالك البولية: دليلك الشامل للأعراض وأحدث طرق العلاج والوقاية منها
التهابات المسالك البولية: دليلك الشامل للأعراض وأحدث طرق العلاج والوقاية منها

تُعد التهابات المسالك البولية عدوى بكتيرية شائعة ومنتشرة على نطاق واسع خاصة بين النساء حيث تشير الإحصاءات إلى أن نصفهن تقريبا قد يواجهن هذه المشكلة مرة واحدة على الأقل خلال حياتهن بينما تقتصر نسبة الإصابة بين الرجال على حوالي عشرة بالمئة. تتمثل الأعراض الأولية عادة في شعور بالحرقان والألم عند التبول مع رغبة ملحة ومتكررة في إفراغ المثانة.

تنشأ غالبية هذه الالتهابات بسبب انتقال بكتيريا الإشريكية القولونية من الجهاز الهضمي إلى مجرى البول ولهذا السبب ينصح الخبراء بالمسح من الأمام للخلف بعد استخدام المرحاض. وتعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة نظرا لقصر الإحليل لديهن مما يسهل وصول البكتيريا للمثانة كما تزيد عوامل أخرى من خطر الإصابة مثل مرض السكري والتقدم في العمر والحمل واستخدام بعض وسائل منع الحمل وتضخم البروستاتا لدى الرجال أو استخدام القسطرة البولية.

تتخذ الأعراض أشكالا متعددة حسب موقع العدوى فإذا استقرت في المثانة وهو ما يعرف بالتهاب المثانة فإنها تسبب ألما أسفل البطن وبولا عكرا أو دمويا. أما في حال وصولها إلى الكلى في حالة تسمى التهاب الحويضة والكلية فتظهر علامات أشد خطورة كالحمى والقشعريرة والغثيان وآلام الظهر. وقد يقتصر الالتهاب على مجرى البول مسببا حرقة وإفرازات. وقد تظهر علامات أخرى مثل الإرهاق والارتعاش وفي حالات نادرة لدى كبار السن قد يسبب الالتهاب تشوشا ذهنيا بينما يعاني الأطفال أحيانا من التبول اللاإرادي.

عند الشك في الإصابة من الضروري استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص والذي يبدأ عادة بفحص سريع لشريط البول للكشف عن البكتيريا. وقد يتطلب الأمر إجراء تحليل مخبري أكثر دقة لعينة البول تحت المجهر. ولتحديد نوع البكتيريا بدقة واختيار المضاد الحيوي الأكثر فعالية يتم اللجوء إلى عمل مزرعة للبول.

يعتمد العلاج بشكل أساسي على المضادات الحيوية التي يحددها الطبيب ويجب على المريض الالتزام بالجرعة كاملة حتى بعد زوال الأعراض لمنع تكرار العدوى أو تطور مقاومة بكتيرية. وفي الحالات المتقدمة قد يستدعي الأمر العلاج الوريدي في المستشفى. ويمكن للمصابين الاستعانة بمسكنات الألم التي لا تتطلب وصفة طبية لتخفيف الحمى وشرب كميات وفيرة من الماء للمساعدة في طرد البكتيريا من الجسم. ورغم الحديث عن عصائر التوت البري فإن فعاليتها في العلاج غير مثبتة علميا لكنها قد تساهم في الوقاية.

لتجنب الإصابة يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية البسيطة أبرزها الحرص على إفراغ المثانة بالكامل وعدم حبس البول وشرب ما لا يقل عن ستة إلى ثمانية أكواب من الماء يوميا. كما يوصى بتجنب استخدام الصابون المعطر في المناطق الحساسة وارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة تسمح بالتهوية. ويعد التبول بعد العلاقة الحميمة إجراء مهما لطرد أي بكتيريا محتملة وقد يصف الأطباء كريم الإستروجين المهبلي للنساء بعد انقطاع الطمث لتعزيز مناعتهن ضد العدوى.

رغم أن معظم الحالات تُعالج بنجاح دون مشاكل إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. تشمل هذه المخاطر تكرار الإصابة بالعدوى بشكل مزمن واحتمالية حدوث تلف دائم في الكلى وفي أسوأ الحالات قد تتطور العدوى إلى إنتان الدم وهو حالة التهابية عامة تهدد حياة المريض.