
قد تظهر مؤشرات مبكرة للإصابة بمرض السكري تكون خفية للغاية لدرجة أن الكثيرين يتجاهلونها أو ينسبونها لأسباب أخرى غير مقلقة. هذه الأعراض الأولية قد تكون بمثابة إنذار حيوي يرسله الجسم ويسبق التشخيص الرسمي للمرض بفترة مما يجعل الوعي بها أمرا بالغ الأهمية لتجنب المضاعفات المستقبلية المحتملة.
يعد تشوش الرؤية أو عدم وضوحها أحد الأعراض التي قد لا يربطها البعض مباشرة بمرض السكري ولكنه مؤشر مهم. يحدث هذا التأثير نتيجة لتلف الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين بفعل المستويات المرتفعة لسكر الدم وإذا أهمل هذا العرض فقد يتطور الأمر بمرور الوقت إلى ضعف حاد في البصر أو مضاعفات أكثر خطورة.
وتشير تقارير صحية عالمية إلى تزايد مقلق في أعداد المصابين بالسكري حول العالم خلال العقود الأخيرة. ويرتبط هذا الارتفاع بشكل وثيق بانتشار السمنة وتبني أنماط حياة تفتقر للنشاط البدني فضلا عن تأثير تسويق الأطعمة غير الصحية والعوامل الاقتصادية التي قد تحد من خيارات الغذاء الصحي.
من العلامات الشائعة أيضا الحاجة المتكررة للتبول. عندما يرتفع سكر الدم تحاول الكليتان جاهدة التخلص من هذا السكر الزائد عبر البول وهو ما يزيد من عدد مرات الذهاب إلى دورة المياه. هذه العملية تؤدي إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل مما يسبب شعورا مستمرا بالعطش ورغبة في شرب الماء بكثرة.
كذلك يمثل بطء التئام الجروح حتى البسيطة منها جرس إنذار لا يمكن تجاهله. ارتفاع سكر الدم يضعف الدورة الدموية ويضر بوظائف الجهاز المناعي مما يعيق قدرة الجسم على إصلاح الأنسجة المتضررة بكفاءة. هذا البطء لا يزيد من خطر الإصابة بالعدوى فحسب بل قد يجعلها أكثر شراسة ويصعب السيطرة عليها مما قد يؤدي في الحالات المتقدمة إلى مضاعفات خطيرة مثل تعفن الدم أو حتى الحاجة إلى بتر الأنسجة المصابة.