
تسعى الكثير من النساء للحصول على بشرة نضرة وشابة لكنهن يقعن في فخ ممارسات يومية خاطئة تسرع من ظهور علامات التقدم في السن. وتؤكد خبيرة العناية بالبشرة والجسم سامنثا جريج أن التجاعيد المبكرة ليست قدرا حتميا بل هي نتيجة تراكم عادات يمكن تفاديها بسهولة للحفاظ على حيوية الجلد ومرونته لفترة أطول.
يأتي إهمال استخدام واقي الشمس في مقدمة الأخطاء الكارثية التي تسبب شيخوخة الجلد المبكرة فالتعرض للأشعة فوق البنفسجية بشكل متكرر ومباشر يدمر بروتينات الكولاجين والإيلاستين المسؤولة عن مرونة الجلد وثباته. وتشير الدراسات إلى أن نحو ثمانين بالمئة من شيخوخة الجلد تعود إلى أضرار أشعة الشمس ما يجعل تطبيق واق بعامل حماية لا يقل عن ثلاثين أمرا يوميا ضروريا حتى في فصل الشتاء أو عند الوجود داخل الأماكن المغلقة المعرضة للضوء.
يعتقد البعض أن غسل الوجه بشكل مفرط بصابون قاس يضمن نظافة مثالية لكن هذا السلوك يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية ويضعف حاجزها الواقي مما يسبب جفافا شديدا وظهور الخطوط الرفيعة. ويكمل هذا الخطأ تجاهل الترطيب الذي تحتاجه كل أنواع البشرة بما فيها الدهنية للحفاظ على ليونتها ومنع انكماشها وجفافها الذي يبرز التجاعيد بوضوح.
يعد النوم بالمكياج من أسوأ العادات التي تضر بالبشرة حيث تسد مستحضرات التجميل المسام وتعيق عملية التنفس الطبيعي للخلايا خلال الليل. هذا الأمر لا يسبب تهيج الجلد الرقيق حول العينين وظهور الهالات السوداء فحسب بل يسرع أيضا من تراكم الشوائب والجذور الحرة التي تضعف الخلايا وتؤدي لظهور التجاعيد في وقت مبكر.
لا يمكن فصل صحة البشرة عن نمط الحياة المتبع فالنظام الغذائي المليء بالسكريات والدهون المشبعة يساهم في إضعاف مرونة الجلد بينما شرب كميات كافية من الماء وتناول الخضروات والفواكه يمدها بمضادات الأكسدة الضرورية. كما أن السهر وحرمان الجسم من ساعات نوم كافية تتراوح بين سبع وثماني ساعات يمنع البشرة من تجديد خلاياها وإصلاح الأنسجة التالفة ما يظهر على شكل إرهاق وتجاعيد مبكرة وانتفاخات حول العين.
يضاف إلى ذلك عادات ضارة مثل التدخين الذي يقلل من وصول الأكسجين والمغذيات إلى الجلد ويؤدي إلى شحوبه وفقدان حيويته. كما أن الإفراط في تناول المشروبات الغنية بالكافيين يسبب جفاف الجسم بشكل عام وهو ما ينعكس مباشرة على البشرة ويسهل تكون الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
كثيرا ما يقتصر الاهتمام على الوجه فقط مع إغفال مناطق حيوية مثل الرقبة واليدين التي يتميز جلدها برقته وسرعة ظهور علامات الشيخوخة عليه. ومن العادات غير الواعية أيضا تكرار تعابير وجه معينة كالعبوس والتحديق والتي تتحول مع ضعف مرونة الجلد بمرور الوقت إلى تجاعيد تعبيرية ثابتة يصعب إخفاؤها.
على عكس المتوقع قد يأتي الضرر من الإفراط في استخدام مستحضرات العناية المضادة للشيخوخة فاستعمالها بشكل مبالغ فيه أو اختيار منتجات غير مناسبة لنوع البشرة قد يسبب تهيجا وترققا للجلد ويأتي بنتائج عكسية. الوقاية الحقيقية تكمن في نظام حياة صحي متكامل يشمل التغذية السليمة والنوم الكافي وتجنب العادات الضارة وليس فقط في الاعتماد على المنتجات التجميلية.