يعتبر المشي نشاطا بدنيا بسيطا ومتاحا للجميع ويقدم فوائد جمة للصحة العامة فهو يعزز عمليات الأيض ويقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب كما يلعب دورا محوريا في دعم الاستقرار النفسي ومع ذلك فإن ارتكاب بعض الأخطاء الشائعة قد يحرم الجسم من هذه المزايا ويحول التمرين المفيد إلى ممارسة ضارة.
إن اختيار الحذاء المناسب للمشي ليس رفاهية بل ضرورة قصوى لتجنب مشاكل صحية قد تمتد من القدمين إلى الظهر وتصل إلى حد التسبب في تشوهات جسدية على المدى الطويل وتشير الأبحاث إلى أن الحذاء الملائم يقلل من خطر الإصابات والتهابات الأنسجة والأوتار ويوصى باختيار حذاء ذي بطانة داخلية ناعمة لتخفيف الصدمات مع تصميم يغطي الكعب جيدا لتوفير الثبات للقدم ومنح مساحة كافية لأصابع القدمين لتتحرك بحرية.
من الأخطاء المنتشرة أيضا إهمال وضعية الجسم السليمة فالمشي ليس مجرد تمرين للساقين بل هو نشاط يشارك فيه الجسم بالكامل لتحقيق أقصى استفادة ويؤدي الانحناء للنظر في الهاتف المحمول أو إبقاء الرأس منخفضا إلى زيادة الضغط على الرقبة والعمود الفقري ما يسبب إرهاقا غير ضروري وقد كشفت إحدى الدراسات البحثية أن الوضعية السيئة للجسم لا تؤثر على الجانب البدني فحسب بل تمتد آثارها السلبية لتشمل الحالة المزاجية وجودة النوم ما يؤكد على أهمية الحفاظ على استقامة العمود الفقري.
يغفل الكثيرون عن أهمية ترطيب الجسم قبل وأثناء وبعد المشي فنقص السوائل قد يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الدوار والصداع والشعور بانخفاض الطاقة كما يزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس في الأجواء الحارة ويفقد الجسم كميات من الماء والأملاح المعدنية عن طريق التعرق لذلك يصبح شرب الماء بانتظام أمرا أساسيا لتعويض هذا الفاقد وتزداد الحاجة إلى الترطيب بشكل خاص في الطقس الحار والرطب.
كما أن محاولة المبالغة في أداء التمرين عبر المشي لمسافات طويلة جدا أو مد الساقين بشكل يفوق قدرة الجسم الطبيعية قد ينقلب إلى ضرر بالغ حيث يتسبب ذلك في إجهاد المفاصل والعضلات ولتجنب هذه المشكلة ينصح الخبراء باتباع خطوات ذات مدى طبيعي ومريح دون فرض ضغط زائد على الجسم فجوهر المشي الصحي يكمن في حركة الجسم المتناغمة والسليمة وليس في قطع أطول مسافة ممكنة.
يعد تجاهل تمارين الإحماء قبل البدء في المشي من الممارسات الخاطئة التي تعرض الجسم لخطر الإصابات فالجسم يحتاج إلى تهيئة وتحضير قبل الانخراط في أي نشاط بدني وتوضح التقارير الصحية أن تخصيص ثلاث دقائق فقط للإحماء يساعد بشكل كبير على الوقاية من الشد العضلي ويرفع من كفاءة التمرين وفاعليته.
