
شهدت أسواق الذهب في مصر تحركات سعرية لافتة خلال الأسبوع المنقضي حيث قفزت الأسعار بنسبة تقارب 3.8 بالمئة ما يعادل زيادة تقدر بنحو 180 جنيها للجرام الواحد من عيار 21 وقد وصل سعر السبيكة الذهبية وزن واحد جرام إلى مستوى 5760 جنيها شاملا كافة الرسوم من مصنعية وضريبة ودمغة.
انعكست هذه الزيادة على كافة الأعيرة المتداولة في السوق المحلي حيث سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 مبلغ 5560 جنيها بينما بلغ سعر عيار 21 الذي يعد الأكثر انتشارا 4865 جنيها ووصل عيار 18 إلى 4170 جنيها في حين قفز سعر الجنيه الذهب ليسجل 38920 جنيها.
وفقا لما أوضحه إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة فإن هذه الارتفاعات المحلية لم تكن إلا انعكاسا مباشرا للتطورات التي يشهدها السوق العالمي فقد وصل سعر الأونصة عالميا إلى مستوى تاريخي غير مسبوق عند 3586 دولارا مدفوعا بتزايد التوقعات بين المستثمرين بشأن احتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وتدعم هذه المكاسب توقعات كبرى المؤسسات المالية العالمية ومن بينها جولدمان ساكس التي أشارت إلى إمكانية وصول سعر أونصة الذهب إلى مستوى 5 آلاف دولار وقد ربطت المؤسسة هذا التوقع باستمرار الضغوط السياسية الممارسة على الفيدرالي الأمريكي وهو ما قد يضعف من قدرته على اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
وتأتي هذه التكهنات بخفض الفائدة في ظل صدور بيانات اقتصادية ضعيفة وتصاعد القلق حول استقلالية قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بسبب التدخلات السياسية المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو ما يجعل المستثمرين يقبلون على المعدن النفيس.
إن تأثير هذه الطفرة العالمية يظهر بوضوح في السوق المصرية حيث ترتبط أسعار الذهب محليا بشكل مباشر بسعر الأونصة عالميا وسعر صرف الدولار وهو ما يعزز من مكانة المعدن الأصفر كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون لحفظ قيمة مدخراتهم في ظل حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي والجيوسياسي عالميا ومحليا.