
يحظى المشي بشعبية واسعة كأحد أهم ركائز نمط الحياة الصحي حيث يقدم فوائد جمة تتجاوز مجرد الحفاظ على اللياقة البدنية إذ تمتد تأثيراته الإيجابية لتشمل تحسين الصحة العقلية وتعزيز عمليات الأيض في الجسم بالإضافة إلى دوره الفعال في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
إن اختيار الحذاء المناسب ليس من الكماليات بل هو ضرورة قصوى لضمان تجربة مشي آمنة وفعالة فالمشي بأحذية غير ملائمة قد يتسبب في سلسلة من المشاكل الصحية بدءا من آلام القدمين وصولا إلى اضطرابات في العمود الفقري وتشوهات جسدية على المدى الطويل وتشير الدراسات إلى أن الحذاء الجيد يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالتهابات الأنسجة والأوتار الشائعة وعند اختيار الحذاء يجب مراعاة عدة عوامل بغض النظر عن شكل القدم من أهمها وجود توسيد داخلي ناعم لتخفيف الضغط على القدمين وتوفير تغطية كاملة حول الكعب لمنع انزلاقه وضمان الثبات علاوة على ترك مساحة كافية لأصابع القدمين للتنفس والحركة بحرية.
من الأخطاء الجسيمة التي يقع فيها الكثيرون هي المبالغة في طول الخطوة أثناء المشي اعتقادا منهم أن ذلك يزيد من فعالية التمرين لكن هذه الممارسة تزيد من خطر إجهاد المفاصل والعضلات وقد تؤدي إلى إصابات خطيرة وينبغي أن يكون التركيز منصبا على اتخاذ خطوات طبيعية ومريحة فجوهر المشي لا يكمن في تغطية أكبر مسافة ممكنة في كل خطوة بل في الحفاظ على حركة جسم سليمة ومتناغمة.
يعتقد البعض أن المشي مجرد تمرين بسيط يقتصر على حركة الساقين لكن الحقيقة أن الجسم بأكمله يشارك في هذه العملية وللحصول على أفضل النتائج يجب الانتباه إلى وضعية الجسم الكلية وأحد أكثر الأوضاع السيئة شيوعا هو المشي برأس منحن وعينين مثبتتين على شاشة الهاتف المحمول وهو ما يسبب إرهاقا سريعا ويضع ضغطا كبيرا على الرقبة والعمود الفقري وقد أظهرت أبحاث متخصصة أن الوضعية السيئة لا تؤثر على الجسد فقط بل يمكن أن تنعكس سلبا على الحالة المزاجية وجودة النوم لذا يجب الحفاظ على استقامة العمود الفقري وتجنب انحنائه للأمام أو الخلف بشكل مبالغ فيه.
يعد الإحماء قبل بدء المشي خطوة تحضيرية لا غنى عنها لتجنب الإصابات وإجهاد العضلات المفاجئ إن تخصيص بضع دقائق فقط لتمارين الإحماء البسيطة يمكن أن يقي من مخاطر كثيرة ويجعل التمرين أكثر كفاءة وفاعلية فتهيئة الجسم للنشاط البدني تضمن مرونة العضلات واستعدادها للحركة.
كما أن ترطيب الجسم يلعب دورا محوريا في الحفاظ على الأداء البدني فعند ممارسة أي نشاط بدني يفقد الجسم الماء والأملاح المعدنية عن طريق التعرق والمشي ليس استثناء من هذه القاعدة وقد يؤدي نقص السوائل إلى الشعور بالدوار وانخفاض مستويات الطاقة والصداع وبدون ترطيب كاف ترتفع احتمالية الإصابة بضربة الشمس ويضعف الجهاز المناعي لذا من الضروري شرب كميات كافية من الماء قبل وأثناء وبعد المشي مع زيادة هذه الكمية في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة والرطوبة.