
شهدت سماء المملكة مساء الأحد ظاهرة فلكية فريدة حيث تحول القمر إلى اللون الأحمر الداكن في خسوف كلي استقطب اهتماماً واسعاً من محبي الفلك والمصورين الذين توافدوا لرصد الحدث المعروف باسم القمر القرمزي والذي أتاح فرصة نادرة للمشاهدة على مدى ساعات.
ويعود السبب في ظهور القمر بهذا اللون القرمزي المثير إلى ظاهرة فيزيائية تحدث أثناء مرور أشعة الشمس عبر الغلاف الجوي للأرض. أوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة ماجد أبو زاهرة أن الغلاف الجوي يعمل بمثابة مرشح طبيعي يبعثر الألوان ذات الموجات القصيرة مثل الأزرق بينما يسمح بمرور الألوان ذات الموجات الطويلة كالأحمر والبرتقالي التي تسقط بدورها على سطح القمر وتمنحه هذا التوهج المميز.
وقد أتيحت الفرصة للمراقبين لمتابعة الحدث بوضوح سواء بالعين المجردة أو باستخدام المعدات المتخصصة كالتلسكوبات والكاميرات الفلكية. مر الخسوف بمراحل متدرجة بدأت بدخول القمر منطقة ظل الأرض جزئياً قبل أن يغطيه الظل بالكامل في مرحلة الخسوف الكلي التي امتدت لأكثر من ساعة كاملة وهي مدة جعلت خسوف السابع من سبتمبر أحد أطول الأحداث الفلكية من نوعها خلال العقد الحالي.
وعلى الرغم من أن ظاهرة الخسوف القمري ترتبط بمرحلة اكتمال القمر إلا أنها لا تحدث شهرياً. يرجع ذلك إلى ميلان مدار القمر حول الأرض بزاوية تقدر بخمس درجات مقارنة بمدار الأرض حول الشمس وهو ما يجعل مرور القمر في ظل الأرض بشكل كامل أمراً نادر الحدوث ولا يتكرر إلا في مناسبات محددة.
وأشار أبو زاهرة إلى جانب آخر من الظاهرة استناداً لدراسات فلكية حديثة حيث يكتسب الضوء المنعكس من القمر خلال الخسوف درجة من الاستقطاب. تصل هذه النسبة إلى ما يقارب اثنين إلى ثلاثة بالمئة بسبب تشتت الضوء مرات متعددة عند مروره عبر جزيئات الهواء والغبار العالقة في الغلاف الجوي للأرض.
يُذكر أن هذا الخسوف الكلي للقمر يندرج ضمن سلسلة من الظواهر والأحداث الفلكية المميزة التي تزين سماء المملكة على مدار العام الحالي.