
تثير لعبة روبلوكس وغيرها من الألعاب الإلكترونية حالة واسعة من القلق والذعر بين الأسر المصرية نظرا للمخاطر المتعددة التي تحملها للأطفال وحتى البالغين حيث أصبحت هذه الألعاب جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية للصغار دون أن يدرك الكثير من الآباء والأمهات حجم التهديدات الكامنة خلف شاشاتها.
وتوضح الدكتورة ولاء يحيى استشارى الطب النفسي والأسري أن الألعاب الإلكترونية باتت عنصرا أساسيا في حياة الأجيال الجديدة فهي تمثل وسيلة ترفيهية وأحيانا أداة تعليمية لتطوير المهارات ولكن سوء استخدامها والإفراط فيها يحولها إلى مصدر للعديد من الأضرار الجسدية والنفسية والاجتماعية الخطيرة.
على الصعيد النفسي قد تتحول هذه الألعاب إلى إدمان حقيقي يفقد فيه اللاعب القدرة على التحكم في وقته أو التوقف عن اللعب مما يقوده إلى اضطرابات نفسية عميقة كما أن الانغماس المفرط في العالم الافتراضي يقلص التفاعل الاجتماعي الحقيقي مع الأسرة والأصدقاء ويعزز مشاعر الوحدة والعزلة وتحتوي بعض الألعاب على مشاهد عنف ومواجهات مستمرة وهو ما ينعكس مباشرة على سلوك اللاعبين فيزيد من عصبيتهم وتوترهم واندفاعهم ويؤثر هذا الإدمان سلبا على المستوى الدراسي حيث يضعف التركيز ويقلل الرغبة في المذاكرة.
أما المخاطر الصحية فلا تقل خطورة فالجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات يتسبب في إجهاد العين وجفافها ويؤدي على المدى الطويل إلى ضعف النظر بسبب التعرض المستمر للضوء الأزرق كما أن وضعيات الجلوس غير السليمة أثناء اللعب تسبب آلاما مبرحة في الرقبة والظهر وقد تتطور إلى مشكلات عضلية أو انحناء في العمود الفقري ويؤدي انعدام الحركة أثناء اللعب إلى تراجع النشاط البدني مما يرفع من احتمالية الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري كما أن اللعب في أوقات متأخرة من الليل يخل بالساعة البيولوجية للجسم ويسبب الأرق وصعوبة في الاستيقاظ وضعفا في التركيز خلال النهار.
من الناحية الاجتماعية يخلق انشغال الأبناء بالألعاب فجوة بينهم وبين أفراد أسرتهم حيث تقل فرص الحوار والأنشطة المشتركة كما قد يبتعد الشباب والأطفال عن ممارسة الرياضة والأنشطة الفنية والثقافية بسبب استغراقهم الكامل في اللعب علاوة على أن الكثير من هذه الألعاب تروج لمحتويات تتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية للمجتمع مما يؤثر على أفكار الصغار وسلوكياتهم بل إن بعضها قد يعلمهم مفاهيم المقامرة والتعاملات المالية الخطرة.
ولتجنب هذه المخاطر ينصح الخبراء بضرورة وضع ضوابط صارمة من خلال تحديد وقت يومي للعب لا يتجاوز ساعة أو ساعتين مع أهمية اختيار الألعاب المفيدة التي تنمي القدرات الذهنية والتفكير وتخلو من العنف أو الإيحاءات السلبية ومن الضروري أيضا تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية الأخرى لخلق توازن في حياتهم ويمكن للأهل المشاركة في اللعب أحيانا لمراقبة المحتوى وتوجيه سلوك أبنائهم مع توفير بدائل جذابة مثل القراءة والأنشطة الفنية لصرف انتباههم عن الشاشات.