البروتين والكلى.. خبراء يحسمون الجدل حول مخاطر الإفراط في تناوله يوميًا

البروتين والكلى.. خبراء يحسمون الجدل حول مخاطر الإفراط في تناوله يوميًا
البروتين والكلى.. خبراء يحسمون الجدل حول مخاطر الإفراط في تناوله يوميًا

يشهد استهلاك البروتين إقبالا متزايدا من قبل شريحة واسعة من الناس سواء كانوا رياضيين يسعون لبناء العضلات أو أشخاصا يتبعون أنظمة غذائية بهدف إنقاص الوزن وتحسين الصحة العامة وهو ما يثير تساؤلات جدية حول التأثيرات المحتملة للكميات المفرطة منه على صحة الكلى ووظائفها الحيوية في الجسم.

تعتمد الكمية الآمنة من البروتين التي يمكن للشخص تناولها يوميا على عدة عوامل أبرزها حالته الصحية العامة ومستوى نشاطه البدني وكفاءة وظائف الكلى لديه. وبشكل عام يوصى بأن يتناول البالغون الأصحاء حوالي 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزن الجسم وهي كمية كافية لدعم العمليات الحيوية دون إرهاق الكلى. أما بالنسبة للرياضيين والأشخاص ذوي النشاط البدني العالي فترتفع هذه النسبة لتتراوح بين 1.2 إلى 2.0 جرام لكل كيلوجرام.

تعمل الكلى كمرشح طبيعي فائق الدقة في جسم الإنسان حيث تتولى مهمة تنقية الدم من الفضلات الناتجة عن عملية تكسير البروتين. وعندما يستهلك الجسم البروتين ينتج عنه نفايات نيتروجينية يجب على الكلى التخلص منها عبر البول. ويؤدي تناول كميات كبيرة من البروتين إلى زيادة إنتاج هذه النفايات مما يرفع عبء العمل على الكلى ويدخلها في حالة تعرف بفرط الترشيح الكبيبي حيث تعمل بمعدل ترشيح أسرع من المعتاد.

لا يقتصر الأمر على كمية البروتين المستهلكة فحسب بل يمتد ليشمل نوع المصدر الذي يأتي منه. وتشير الأبحاث إلى أن البروتينات الحيوانية الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان تزيد من خطر إجهاد الكلى أكثر من البروتينات النباتية. ويرجع ذلك إلى أن المصادر الحيوانية ترفع مستويات الحمض وتركيز الفوسفات في الجسم مما يؤثر سلبا على وظائف الكلى. في المقابل تعتبر البروتينات النباتية مثل الفول والبقوليات والمكسرات خيارا أفضل لأنها تحتوي على الألياف ومضادات الأكسدة وتكون أسهل في التعامل معها من قبل الكلى.

تتباين نتائج الأبحاث العلمية حول العلاقة بين استهلاك البروتين المرتفع وصحة الكلى. فالدراسات التي أجريت على مشاركين أصحاء بما في ذلك الرياضيون ومن يتبعون حميات غذائية عالية البروتين لم تظهر أي علامات تدل على حدوث ضرر في الكلى. فالكلى السليمة تمتلك قدرة تكيفية ممتازة تمكنها من التعامل مع عبء العمل المتزايد دون أن تتأثر سلبا.

لكن الصورة تختلف تماما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون مسبقا من أمراض الكلى المزمنة أو انخفاض في وظائفها. فهؤلاء يواجهون خطرا أكبر حيث إن الضغط الإضافي الناتج عن الاستهلاك المفرط للبروتين على المدى الطويل يمكن أن يسرع من وتيرة تدهور وظائف الكلى لديهم. لذلك يجب على المرضى في هذه الفئة الالتزام بتعليمات طبية دقيقة وتناول كميات محددة من البروتين تحت إشراف طبي لمنع تفاقم حالتهم.