
يبرز الشمندر أو ما يعرف بالبنجر ككنز غذائي حقيقي رغم مذاقه الذي قد لا يفضله الجميع حيث يقدم باقة متكاملة من الفوائد الصحية التي تجعله مكونا لا غنى عنه في أي نظام غذائي متوازن. فلونه الأحمر الداكن لا يعكس فقط شكلا جذابا بل يخفي وراءه مركبات طبيعية وفيتامينات ومعادن تجعله بمثابة صيدلية طبيعية لتعزيز الصحة العامة.
أحد أبرز أسرار البنجر يكمن في محتواه الغني بالنترات الطبيعية التي تتحول في الجسم إلى أكسيد النيتريك وهو مركب حيوي يعمل على توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم. هذه الآلية تجعل من تناول عصير البنجر بانتظام وسيلة فعالة للمساعدة في خفض ضغط الدم المرتفع وبالتالي تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ولا يقتصر تأثير هذه الخاصية على صحة القلب فقط بل يمتد ليشمل الرياضيين الذين وجدوا في البنجر حليفا لتعزيز أدائهم البدني حيث يحسن من كفاءة استخدام العضلات للأكسجين مما يزيد القدرة على التحمل ويقلل الشعور بالتعب خلال التمارين.
يعرف البنجر أيضا بكونه صديقا للدم فهو مصدر جيد للحديد وحمض الفوليك وهما عنصران أساسيان لإنتاج خلايا الدم الحمراء ومكافحة فقر الدم أو الأنيميا. وتكتسب هذه الفائدة أهمية خاصة للنساء الحوامل حيث يعد حمض الفوليك ضروريا لنمو الجنين السليم والوقاية من التشوهات الخلقية كما يساعد الحديد في تجنب الأنيميا الشائعة خلال فترة الحمل.
على صعيد صحة الجهاز الهضمي يلعب البنجر دورا مهما بفضل محتواه العالي من الألياف الغذائية التي تنظم حركة الأمعاء وتمنع الإمساك كما تدعم نمو البكتيريا النافعة. هذه الألياف تساهم كذلك في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم مما يضيف طبقة حماية أخرى لصحة القلب والأوعية الدموية. ويمتد تأثير البنجر الإيجابي إلى الكبد حيث يحتوي على مركبات البيتين التي تعزز وظائف هذا العضو الحيوي وتساعده على التخلص من السموم وتقليل تراكم الدهون الضارة.
بفضل مضادات الأكسدة القوية مثل البيتالين والبوليفينولات يساهم البنجر في محاربة الجذور الحرة التي تتلف الخلايا وتسرع عملية الشيخوخة. هذه المركبات تمنحه خصائص مضادة للالتهاب مما يجعله غذاء وقائيا ضد الأمراض المزمنة كالتهاب المفاصل وبعض أنواع السرطان. كما أن تحسين تدفق الدم الذي يوفره البنجر لا يخدم القلب والعضلات فقط بل يصل تأثيره إلى الدماغ حيث يعزز وصول الأكسجين إليه مما قد يحسن القدرات الإدراكية ويقلل من تراجع الذاكرة المرتبط بالتقدم في العمر.
لا تقتصر فوائد البنجر على الصحة الداخلية بل تنعكس أيضا على الجمال الخارجي فمضادات الأكسدة وفيتامين C الموجودان فيه يساهمان في منح البشرة نضارة وحيوية ويحاربان ظهور التجاعيد. كما أن محتواه من الحديد والفولات يدعم صحة الشعر ويساعد في منع تساقطه. ورغم طعمه الحلو فإن البنجر يعد خيارا مثاليا لمن يسعون لفقدان الوزن لأنه منخفض السعرات الحرارية وغني بالألياف التي تمنح شعورا بالشبع لفترات طويلة.
يمكن دمج البنجر في النظام الغذائي بطرق متعددة للاستفادة من قيمته الغذائية فيمكن تناوله كعصير طازج أو إضافته إلى السلطات المختلفة أو طهيه بالسلق أو الشوي ليقدم كطبق جانبي صحي. كما يمكن استخدام مسحوق البنجر المجفف في العصائر والمخبوزات لتعزيز لونها وقيمتها الغذائية.