شهدت أسواق الصاغة في مصر استقرارا ملحوظا في أسعار الذهب مع بداية تعاملات الأسبوع يوم الاثنين الموافق 8 سبتمبر 2025 حيث يأتي هذا الثبات في ظل تحرك سعر الأونصة عالميا بالقرب من أعلى مستوى سجلته على الإطلاق عند 3580 دولارا وهو ما يمهد الطريق لوصول سعر جرام الذهب عيار 21 إلى ذروته التاريخية خلال فترة الربع الثالث من العام الجاري.
صرح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن الارتفاعات المسجلة في السوق المحلية تعد نتيجة مباشرة للتطورات القوية في البورصات العالمية للذهب موضحا أن سعر الأونصة بلغ رقما قياسيا جديدا وغير مسبوق عند مستوى 3586 دولارا ويعود هذا الصعود القوي إلى مجموعة من العوامل أبرزها تزايد رهانات المستثمرين على قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة قريبا.
وتأتي هذه التوقعات مدعومة بصدور بيانات اقتصادية أمريكية ضعيفة أثارت قلق الأسواق إضافة إلى تصاعد المخاوف بشأن مستقبل استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي وقدرته على اتخاذ قرارات نقدية بحتة بعيدا عن الضغوط في ظل التدخلات السياسية المتكررة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وعلى صعيد الأسعار في السوق المصرية فقد سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة بلغت 5560 جنيها بينما استقر سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشارا وتداولا عند مستوى 4865 جنيها ووصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4170 جنيها في حين بلغ سعر الجنيه الذهب 38920 جنيها.
وأشار رئيس الشعبة إلى أن التوقعات المستقبلية الصادرة عن مؤسسات مالية عالمية كبرى مثل جولدمان ساكس تدعم استمرار هذا الاتجاه الصاعد للذهب حيث رجحت المؤسسة أن سعر الأونصة قد يصل إلى مستوى 5 آلاف دولار في حال استمرت الضغوط السياسية على الفيدرالي الأمريكي مما قد يضعف من قدرته على اتخاذ قرارات مستقلة.
ويتضح تأثير هذه القفزة العالمية بشكل مباشر على السوق المحلية حيث ترتبط أسعار الذهب في مصر ارتباطا وثيقا بسعر الأونصة العالمي وسعر صرف الدولار وهو ما يعزز من مكانة المعدن الأصفر ويحافظ على جاذبيته كأداة تحوط وملاذ آمن مفضل للمستثمرين في الداخل والخارج خصوصا وسط حالة عدم اليقين التي تخيم على المشهد الاقتصادي والجيوسياسي الراهن.
