القرفة كنز في مطبخك يحارب الزهايمر ويحفظ الأطعمة بشكل طبيعي وآمن

القرفة كنز في مطبخك يحارب الزهايمر ويحفظ الأطعمة بشكل طبيعي وآمن
القرفة كنز في مطبخك يحارب الزهايمر ويحفظ الأطعمة بشكل طبيعي وآمن

تُعتبر القرفة واحدة من أقدم التوابل التي عرفتها الحضارات البشرية حيث لم يقتصر استخدامها على إضفاء نكهة عطرية مميزة على الأطباق والمشروبات فحسب بل امتد ليشمل أدوارا طبية وتقليدية منذ آلاف السنين. وتُستخرج هذه المادة من اللحاء الداخلي لأشجار القرفة وقد أصبحت اليوم محط اهتمام الأبحاث العلمية الحديثة التي تسعى لكشف أسرارها وفوائدها المتعددة.

تلعب القرفة دورا هاما في دعم صحة الأيض والقلب إذ تساهم مركباتها النشطة في تنظيم مستويات السكر بالدم عن طريق تحسين حساسية الخلايا لهرمون الأنسولين وإبطاء عملية هضم الكربوهيدرات مما يمنع الارتفاع المفاجئ للسكر بعد تناول الطعام وهو أمر مفيد لمرضى السكري من النوع الثاني. كما تمتد فوائدها لتشمل صحة القلب والأوعية الدموية فهي تعمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية مع الحفاظ على الكوليسترول النافع بالإضافة إلى دورها في المساعدة على خفض ضغط الدم المرتفع.

تكمن القوة الصحية للقرفة في غناها بمركبات نباتية فعالة كالمركبات متعددة الفينول والفلافونويدات التي تعمل كمضادات أكسدة قوية تحمي خلايا الجسم من التلف الذي تسببه الجذور الحرة وبذلك تساهم في إبطاء عملية الشيخوخة والوقاية من الأمراض المزمنة. وأظهرت الدراسات كذلك أن القرفة تمتلك خصائص مضادة للالتهابات بفضل مركب سينمالدهيد الذي يساعد في تخفيف التورم والآلام مما يفسر استخدامها تاريخيا في الطب الشعبي لعلاج آلام المفاصل.

لا تقتصر فوائد القرفة على الصحة الداخلية بل تمتد لتشمل الجوانب الجمالية حيث تفيد البشرة والشعر بشكل ملحوظ. فبفضل خصائصها المضادة للبكتيريا والالتهابات يمكن استخدامها كعلاج مساعد لمشكلة حب الشباب كما أن تطبيقها الموضعي ينشط الدورة الدموية مما يمنح البشرة نضارة وإشراقة طبيعية ويؤخر ظهور علامات التقدم في السن. وبالنسبة للشعر فإنها تعزز الدورة الدموية في فروة الرأس مما يحفز نمو الشعر ويقلل من تساقطه وتساعد خصائصها المضادة للفطريات في مكافحة القشرة.

تدعم القرفة صحة الجهاز الهضمي بشكل فعال فقد استخدمت منذ القدم كعلاج لمشاكل عسر الهضم والانتفاخ والغازات حيث تحفز إفراز العصارات الهضمية وتسهل امتصاص العناصر الغذائية. وتبرز أهميتها أيضا في كونها مادة طبيعية قوية مضادة للميكروبات حيث أثبتت الأبحاث قدرة زيتها العطري على القضاء على أنواع متعددة من البكتيريا الضارة والفطريات مما يجعلها حافظا طبيعيا للأطعمة وواقيا من التهابات المعدة والأمعاء.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن القرفة قد يكون لها تأثير إيجابي على وظائف الدماغ حيث وجد أن استنشاق رائحتها أو تناولها يمكن أن يعزز الانتباه ويحسن الأداء الإدراكي والذاكرة. وهناك دراسات أولية تبحث في قدرة مركباتها على تقليل تراكم بعض البروتينات المرتبطة بأمراض التدهور المعرفي مثل الزهايمر. وتساهم القرفة كذلك في الحفاظ على صحة الفم والأسنان فخصائصها المضادة للبكتيريا تحارب الميكروبات المسببة لرائحة الفم الكريهة وتساعد في الوقاية من تسوس الأسنان.

يعتبر الكثيرون القرفة حليفا طبيعيا في رحلة التحكم بالوزن وهذا يعود إلى قدرتها على تحفيز عملية الأيض وزيادة معدل حرق السعرات الحرارية في الجسم. كما أن دورها في تحقيق استقرار مستويات السكر في الدم يقلل من الشعور بالجوع المفاجئ والرغبة الشديدة في تناول السكريات والوجبات غير الصحية مما يسهل الالتزام بنظام غذائي متوازن.