
يعتبر مشروب القهوة الممزوج بالحليب من أكثر المشروبات شعبية حول العالم ويستهلكه الملايين صباحا لكن تأثيره الفعلي على صحة الجسم يظل موضوعا للنقاش إذ تختلف نتائجه بناء على عوامل متعددة منها الكمية المستهلكة ونوع الحليب المستخدم والحالة الصحية العامة لكل شخص.
من الناحية الغذائية فإن إضافة الحليب إلى القهوة تحولها من مجرد منبه إلى مشروب ذي قيمة مضافة حيث يمد الجسم بالبروتين الضروري لبناء الأنسجة والكالسيوم المهم لصحة العظام والأسنان كما أن بعض أنواع الحليب تكون مدعمة بفيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم بفاعلية أكبر.
وعلى صعيد آخر يجد الكثيرون في القهوة بالحليب خيارا لطيفا على المعدة مقارنة بالقهوة السوداء فالحليب يعمل على معادلة حموضة القهوة ويقلل من حدة مذاقها المر مما يخفف من احتمالية تهيج المعدة أو الشعور بالحموضة لدى الأشخاص ذوي المعدة الحساسة كما أن هذا المزيج يمنح إحساسا بالشبع يدوم لفترة أطول خاصة عند تناوله في بداية اليوم.
لكن هناك جوانب سلبية يجب أخذها في الاعتبار فعلى سبيل المثال قد يتعارض تناول القهوة بالحليب مع امتصاص بعض العناصر الغذائية حيث يمكن للكالسيوم المتوفر بكثرة في الحليب أن يقلل من قدرة الجسم على امتصاص الحديد الموجود في الأطعمة لذا ينصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو نقص الحديد بالفصل بين تناول وجباتهم الرئيسية وشرب هذا المشروب.
لا يمكن إغفال أن إضافة الحليب والسكر تزيد بشكل ملحوظ من السعرات الحرارية للمشروب مما قد يساهم في زيادة الوزن إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة وبشكل متكرر كما يواجه الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز مشكلات هضمية مثل الانتفاخ والغازات والإسهال عند تناولهم القهوة بالحليب التقليدي.
ورغم إضافة الحليب فإن تأثير الكافيين يظل قائما فالإفراط في تناول المشروب قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم مثل الأرق أو يسبب زيادة في معدل ضربات القلب والشعور بالتوتر لذلك يبقى الاعتدال هو القاعدة الأساسية للاستمتاع به دون التعرض لآثاره الجانبية.