
يغفل الكثيرون عن أهمية استبدال فرشاة الأسنان بشكل دوري معتبرين إياها أداة بسيطة لكنها في الواقع قد تتحول مع مرور الوقت إلى مصدر للخطر على صحة الفم والأسنان. إن الاستمرار في استخدام الفرشاة نفسها لعدة أشهر لا يقلل من قدرتها على التنظيف فحسب بل يجعلها بيئة مثالية لنمو الميكروبات الضارة التي تهدد سلامة اللثة والأسنان.
مع تكرار الاستخدام اليومي لآلاف المرات تتلف شعيرات فرشاة الأسنان وتفقد مرونتها وتصميمها الأساسي. هذا التآكل يجعلها عاجزة عن إزالة طبقة البلاك المتراكمة وبقايا الطعام بفعالية مما يفتح الباب أمام مخاطر تسوس الأسنان والتهابات اللثة. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فالشعيرات البالية قد تسبب ضررا مباشرا حيث تؤدي إلى تآكل طبقة المينا الواقية للأسنان كما تساهم في انحسار اللثة عن الأسنان نتيجة الاحتكاك الخشن.
تعد فرشاة الأسنان المستخدمة لفترة طويلة بمثابة مغناطيس للجراثيم. فعلى الرغم من شطفها بالماء بعد كل استعمال إلا أن هذا الإجراء لا يكفي للقضاء على كافة الميكروبات التي تجد في شعيراتها الرطبة ملاذا آمنا. يحتوي الفم بطبيعته على أنواع مختلفة من البكتيريا والتي ينتقل جزء منها ليلتصق بالفرشاة مكونا مع مرور الزمن مستعمرة بكتيرية قد تعود إلى الفم مجددا عند كل استخدام.
ينصح خبراء صحة الفم بشدة بضرورة التخلص من فرشاة الأسنان القديمة واستبدالها بأخرى جديدة فور التعافي من الأمراض المعدية مثل نزلات البرد أو التهاب الحلق البكتيري. والسبب في ذلك أن الجراثيم المسببة للمرض يمكن أن تبقى حية ونشطة بين شعيرات الفرشاة حتى بعد الشفاء مما يزيد من احتمالية تجدد الإصابة بالعدوى مرة أخرى.