نقص البوتاسيوم.. خطر صامت يهدد صحتك وهذه أعراضه التحذيرية فلا تتجاهلها

نقص البوتاسيوم.. خطر صامت يهدد صحتك وهذه أعراضه التحذيرية فلا تتجاهلها
نقص البوتاسيوم.. خطر صامت يهدد صحتك وهذه أعراضه التحذيرية فلا تتجاهلها

أوضحت خبيرة تغذية علاجية أن نقص البوتاسيوم في الجسم والذي يعرف طبيا بمصطلح نقص بوتاسيوم الدم يمثل حالة صحية تستدعي الانتباه نظرا للأعراض المتعددة التي قد تظهر على الشخص المصاب والتي غالبا ما تتشابه مع مؤشرات لأمراض أخرى الأمر الذي قد يؤدي إلى تأخير التشخيص الصحيح وبالتالي تفاقم المشكلة.

يعتبر البوتاسيوم من المعادن الأساسية التي لا يمكن للجسم الاستغناء عنها إذ يلعب أدوارا حيوية متعددة فهو ضروري للحفاظ على توازن السوائل والمعادن داخل خلايا الجسم ويساهم بشكل مباشر في عمليات الأيض المتعلقة بالبروتينات والكربوهيدرات كما أنه أساسي لنقل الإشارات العصبية بكفاءة ويساعد في تنظيم انقباض وانبساط العضلات بشكل سليم فضلا عن دوره المحوري في الحفاظ على انتظام ضربات القلب واستقرار ضغط الدم.

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم ومن أبرزها فقدان كميات كبيرة من السوائل بسبب الإسهال الشديد أو القيء المستمر كما أن تناول أنواع معينة من الأدوية مثل بعض مدرات البول المستخدمة في علاج ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يكون سببا مباشرا في ذلك بالإضافة إلى ذلك يساهم الإفراط في استهلاك الكحول أو المشروبات الغنية بالكافيين في استنزاف مخزون البوتاسيوم وكذلك التعرق المفرط خلال الأنشطة الرياضية دون تعويض الجسم بالسوائل والأملاح الضرورية.

إن النظام الغذائي الفقير بالبوتاسيوم يعد عاملا رئيسيا أيضا حيث إن عدم تناول كميات كافية من الأطعمة الغنية به مثل الموز والأفوكادو والبطاطس يؤدي حتما إلى نقصه في الجسم كما أن بعض الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض الفشل الكلوي أو وجود اضطرابات في وظائف الغدة الكظرية يمكن أن تسبب هذا النقص.

تتراوح أعراض نقص البوتاسيوم في شدتها بناء على درجة الانخفاض في مستوياته بالدم ففي الحالات الخفيفة قد يشعر الشخص بالإرهاق والتعب العام مع ضعف في العضلات يجعل القيام بالأنشطة اليومية صعبا وقد يعاني من تشنجات وآلام عضلية خاصة في منطقة الساقين بالإضافة إلى الشعور بالتنميل أو الوخز في الأطراف وقد تظهر تقلبات مزاجية مثل العصبية غير المبررة أو الاكتئاب الخفيف.

من العلامات الأخرى التي قد تظهر أيضا مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك المزمن الناتج عن تباطؤ حركة الأماكن والشعور بالدوار أو الدوخة وضعف في التركيز وارتباك ذهني بالإضافة إلى خفقان القلب أو عدم انتظام ضرباته وفي الحالات الأكثر شدة قد تتطور الأعراض لتشمل صعوبة في التنفس نتيجة لضعف عضلات الجهاز التنفسي.

إذا لم يتم التعامل مع نقص البوتاسيوم بشكل سريع وفعال فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة حيث يمكن أن يتسبب في اضطرابات حادة وخطيرة في نظم القلب وقد يصل ضعف العضلات إلى درجة الشلل المؤقت ويحدث هبوط حاد في ضغط الدم كما قد يؤدي إلى تفاقم أمراض الكلى أو التسبب في فشل وظائفها وفي الحالات النادرة والحرجة جدا يمكن أن يتسبب في توقف القلب المفاجئ.

يتم تشخيص هذه الحالة عادة من خلال إجراء فحص دم بسيط لقياس نسبة البوتاسيوم وقد يلجأ الطبيب إلى تخطيط القلب الكهربائي لتقييم أي تأثير على انتظام ضربات القلب بالإضافة إلى فحوصات للبول لتحديد حجم البوتاسيوم الذي يفقده الجسم ويعتمد العلاج على شدة النقص حيث يمكن أن يشمل تناول مكملات البوتاسيوم على شكل أقراص أو اللجوء إلى الحقن الوريدي في الحالات الشديدة.

تشمل استراتيجيات العلاج والوقاية أيضا إجراء تعديلات على النظام الغذائي بزيادة تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم ومنها البرتقال والمشمش والسبانخ والبروكلي والبطاطا الحلوة والبقوليات والمكسرات كما ينصح بشرب كميات وافرة من الماء خاصة في الطقس الحار وبعد ممارسة الرياضة وتجنب استخدام مدرات البول دون استشارة طبية مع ضرورة إجراء فحوصات دورية لمستويات البوتاسيوم لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والكلى.