ينصح خبراء التغذية والأطباء بضرورة دمج الأسماك في النظام الغذائي بشكل منتظم بمعدل مرتين أسبوعيا على الأقل وذلك للاستفادة من قيمتها الغذائية العالية ودورها الفعال في حماية الجسم من مجموعة واسعة من الأمراض وتعزيز الصحة العامة للإنسان على المدى الطويل.
تحتوي الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل على مستويات مرتفعة من أحماض أوميغا 3 الدهنية التي تلعب دورا حيويا في صحة الدماغ إذ تساهم هذه الأحماض في بناء أغشية خلايا الدماغ وتقوية الروابط العصبية بينها مما ينعكس إيجابا على كفاءة التواصل بين الخلايا العصبية ويسرع من قدرة الشخص على استرجاع المعلومات ومعالجتها كما أن الاستهلاك المنتظم لها يقلل من خطر الإصابة بالاضطرابات الدماغية المرتبطة بالتقدم في العمر مثل مرض الزهايمر.
لا تقتصر فوائد الأسماك على أحماض أوميغا 3 وحدها بل تمتد لتشمل عناصر غذائية أخرى ضرورية للجسم فأسماك مثل السردين تعد مصدرا غنيا بفيتامين د الذي أثبتت الدراسات ارتباطه المباشر بتعزيز القدرات الإدراكية وتحسين مستويات التركيز والذاكرة لدى الأفراد من مختلف الأعمار.
يعمل تناول الأسماك أيضا على تحسين الحالة المزاجية وزيادة مستويات الطاقة لدى الإنسان فالدهون الصحية الموجودة فيها تحفز إنتاج مادة السيروتونين في الدماغ وهي مادة كيميائية تعرف بهرمون السعادة هذا التأثير الإيجابي على المزاج والطاقة يساهم بدوره في رفع مستوى الأداء الذهني والقدرة على التركيز اليومي وتقليل الشعور بالتشتت الذهني.
تشير الأبحاث العلمية إلى أن تناول وجبة واحدة من السمك أسبوعيا يمكن أن يحسن الذاكرة قصيرة المدى بشكل ملحوظ مما يسهل على الشخص تذكر التفاصيل والمعلومات اليومية كما أن الأسماك تعمل كمضاد للأكسدة فهي تساعد على تقليل الإجهاد التأكسدي وتحمي الخلايا العصبية من التلف الذي تسببه الجذور الحرة الأمر الذي يوفر حماية طويلة الأمد للذاكرة ووظائف الدماغ.
للحصول على أقصى فائدة صحية يوصى بتناول الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات خلال الأسبوع مع التركيز على الأنواع الدهنية الغنية بالعناصر الغذائية ومن المهم اختيار طرق الطهي الصحية وتجنب القلي المستمر الذي قد يفقد السمك الكثير من فوائده ويفضل الاعتماد على الأسماك الطازجة أو المجمدة لأنها تحتفظ بقيمتها الغذائية بشكل أفضل مقارنة بالأنواع المعلبة.
