سكر الأطفال بمصر يرتفع بشكل غامض وخبير من هارفارد يدق ناقوس الخطر

سكر الأطفال بمصر يرتفع بشكل غامض وخبير من هارفارد يدق ناقوس الخطر
سكر الأطفال بمصر يرتفع بشكل غامض وخبير من هارفارد يدق ناقوس الخطر

كشف الدكتور أسامة حمدي أستاذ أمراض الباطنة والسكر بجامعة هارفارد عن واقع مؤلم يعيشه عشرات الآلاف من الأطفال في مصر المصابين بمرض السكر من النوع الأول والذي يتطلب علاجهم بالأنسولين بشكل دائم. وأوضح أن أعداد هؤلاء الأطفال تتزايد سنويا بشكل يثير القلق لأسباب لا تزال غير واضحة مما يضاعف من حجم التحدي الذي يواجهه المجتمع والنظام الصحي.

وتحولت حياة الأطفال المصابين بالسكر وأسرهم إلى معاناة يومية مستمرة تتمثل في الألم الجسدي والنفسي الناتج عن وخز الإبر المتكرر وحالات فقدان الوعي المفاجئة. ويعيش هؤلاء الأطفال في ظل خوف دائم من مضاعفات المرض ويواجهون تحديات كبيرة في تنظيم طعامهم وممارسة أنشطتهم الرياضية بالإضافة إلى تعرضهم للتنمر أحيانا وهو ما يحرمهم من الاستمتاع بطفولتهم كأقرانهم. ورغم أن المرض لا يفرق بين غني أو فقير إلا أن الحصول على العلاج والأجهزة الطبية الحديثة يمثل عبئا ماليا كبيرا على الكثير من الأسر.

لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية والصحية وضع الدكتور أسامة حمدي ميثاقا شاملا من عشرة بنود يهدف لضمان حقوق الطفل المصاب بالسكر وتحسين جودة حياته داعيا إلى تبنيه كمشروع قومي يلتزم به المجتمع والحكومة. ويؤكد الميثاق أولا على حق كل طفل في الحصول على جهاز قياس السكر المستمر الذي يجنبه عناء الوخز اليومي من خمس إلى عشر مرات ويوفر نظام إنذار مبكر عند انخفاض أو ارتفاع مستوى السكر بشكل خطير كما يتيح للأهل والطبيب متابعة حالته عن بعد ويساعد في تنظيم جرعات العلاج وممارسة الرياضة بأمان.

كما يشدد الميثاق على ضرورة توفير برامج تدريب وتثقيف صحي متكاملة للطفل وأسرته تشمل التغذية السليمة وكيفية حساب النشويات وجرعات الإنسولين بدقة. ويبرز أهمية الدعم النفسي المنتظم للتعامل مع الضغوط المصاحبة للمرض وحقهم في المتابعة الطبية الدورية كل ثلاثة إلى ستة أشهر. ويجب أن تضمن الدولة توفير أنواع الأنسولين المناسبة لكل حالة مجانا أو بسعر مدعوم لضمان استمرارية العلاج دون انقطاع.

وينص الميثاق على حق كل طفل في بيئة مدرسية آمنة وداعمة حيث يجب نشر الوعي الكافي بمرض السكر بين المعلمين والطلاب لمكافحة التنمر. ومن الضروري تجهيز المدارس بالإسعافات الأولية اللازمة لحالات الطوارئ ووضع لوائح واضحة للتعامل مع الطالب المريض مع توفير ظروف خاصة لهم أثناء الامتحانات تراعي حالتهم الصحية.

ويشمل الميثاق أيضا حق الطفل في الحصول على رعاية طبية طارئة ومجانية لغير القادرين في حالات التسمم الكيتوني وتوفير سرير له في العناية المركزة. بالإضافة إلى حقه في ارتداء سوار أو قلادة تعريفية بحالته المرضية بشكل آمن ودون وصمة عار لأنها قد تنقذ حياته في حالات الطوارئ كغيبوبة نقص السكر.

ولضمان حياة طبيعية قدر الإمكان يؤكد الميثاق على حق الطفل في ممارسة الرياضة والاشتراك في كافة الأنشطة المدرسية والمعسكرات كبقية الأطفال مع وجود إجراءات سلامة وأشخاص مدربين للتعامل مع أي طارئ. كما يطالب بتوفير مضخة الإنسولين أو البنكرياس الصناعي مجانا أو بتكلفة محدودة للأطفال الذين تناسبهم هذه التقنيات مع تدريبهم وأسرهم على استخدامها بكفاءة.

وأخيرا يضمن الميثاق حق الطفل في الإعلان عن مرضه دون خوف من التمييز وأن يجد الرعاية الكاملة من الدولة في حال غياب الأهل أو إصابته بأي إعاقة أخرى. ويرى الدكتور حمدي أن تحقيق هذا الميثاق مهما كانت تكلفته هو استثمار في مستقبل مصر لأن من بين هؤلاء الأطفال قد يبرز علماء ومفكرون وقادة يساهمون في بناء الوطن.