
يثير الإقبال الكبير على استهلاك البروتين جدلا واسعا في الأوساط الرياضية والصحية حيث يعتبره البعض حجر الزاوية لبناء جسم رياضي وعضلات قوية بينما ينظر إليه آخرون بقلق متزايد محذرين من تحوله إلى خطر صامت يهدد وظائف الجسم الحيوية على المدى البعيد.
يكمن السر في تحقيق الفائدة القصوى من البروتين في التوازن والاعتدال فالأطباء يجمعون على أن المعادلة الذهبية تقتضي الحصول على البروتين بالقدر المناسب الذي يحتاجه الجسم ومن مصادره الطبيعية الصحية والنظيفة مثل الأسماك والدجاج والبيض إلى جانب البقوليات الغنية به أما تناوله بصورة عشوائية وبجرعات تتجاوز حاجة الجسم الفعلية فقد يحوله إلى عبء حقيقي يرهق الأعضاء الحيوية.
ويحذر الأطباء بشدة من الإفراط غير المحسوب في تناول البروتين خاصة عند الاعتماد على المكملات الغذائية منخفضة الجودة أو اللحوم المصنعة حيث قد يتسبب هذا السلوك في ظهور مشكلات صحية في الكلى أو زيادة العبء والضغط على وظائف الكبد كما أن التركيز على البروتين كمصدر وحيد للطاقة وإهمال العناصر الغذائية الأخرى مثل الكربوهيدرات والدهون الصحية يؤدي حتما إلى خلل غذائي شامل يلحق الضرر بالجسم على المدى الطويل.
في المقابل يؤكد خبراء التغذية أن البروتين يظل عنصرا غذائيا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه فهو يدخل بشكل مباشر في بناء وتكوين العضلات والشعر والجلد والهرمونات المختلفة ويلعب دورا حيويا في عملية التئام الجروح وتجديد الخلايا التالفة وتشير الدراسات العلمية إلى أن فئة الرياضيين بشكل خاص تحتاج إلى كميات أكبر من البروتين قد تصل إلى جرامين اثنين لكل كيلوجرام من وزن الجسم يوميا لتعويض المجهود البدني العالي.