
في تقدم علمي لافت أعلن فريق من الباحثين في ألمانيا عن توصلهم لآلية مبتكرة وواعدة لمواجهة فيروسات الهربس التي تصيب الملايين حول العالم حيث تعتمد هذه التقنية الجديدة على استخدام أجسام مضادة نانوية فريدة من نوعها تم استخلاصها من الجهاز المناعي لحيوان الألبكة.
وترتكز الآلية العلاجية الجديدة على استهداف بروتين محدد يعرف باسم gB والذي يلعب دورا محوريا في قدرة الفيروس على إصابة الخلايا البشرية إذ يعمل هذا البروتين كأداة أساسية يستخدمها الفيروس للاندماج مع غشاء الخلية ومن ثم بدء عملية التكاثر بداخلها.
وقد نجح العلماء الألمان في توظيف الأجسام النانوية المستخرجة من الألبكة لتعطيل هذا البروتين بشكل فعال حيث تعمل هذه الأجسام الدقيقة على تثبيت بروتين gB في حالته النشطة وتمنعه من تغيير شكله وهو التحول الضروري الذي يحتاجه الفيروس لإتمام عملية الدخول إلى الخلية وبذلك تتوقف العدوى بالكامل قبل أن تبدأ.
وأظهرت النتائج أن هذه الطريقة تتمتع بفعالية عالية حتى عند استخدام جرعات صغيرة جدا منها وقد أثبتت نجاحها في التصدي لنوعي فيروس الهربس البسيط الأكثر شيوعا وهما HSV-1 و HSV-2 مما يفتح آفاقا واسعة لاستخدامها.
وتكمن أهمية هذا الكشف في قدرته الفائقة على العمل كإجراء وقائي يمنع حدوث العدوى من الأساس وهو ما يجعله حلا مثاليا لحماية الفئات السكانية الأكثر ضعفا وعرضة للمضاعفات الخطيرة مثل الأطفال حديثي الولادة والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
وبناء على هذه النتائج الواعدة قام الفريق البحثي بتقديم طلب رسمي للحصول على براءة اختراع لهذه التقنية المبتكرة كما يخططون لمواصلة العمل في المستقبل بهدف تطوير هذا الأسلوب العلاجي ليكون جاهزا للاستخدامات السريرية على البشر.