
تجاوزت الفحوصات الطبية قبل الزواج كونها مجرد إجراء روتيني لتصبح ركيزة أساسية لبناء أسرة صحية ومستقرة حيث يحرص المقبلون على الارتباط على إجرائها كخطوة ضرورية لا غنى عنها. هذه التحاليل لم تعد تقتصر على الوقاية من الأمراض الوراثية أو المعدية بل امتدت لتشمل ضمان بداية سليمة لحياة زوجية تقوم على الوضوح والمعرفة بالحالة الصحية لكل طرف.
تأتي في مقدمة الفحوصات الضرورية مجموعة التحاليل المتعلقة بالدم والتي تلعب دورا محوريا في صحة الأسرة المستقبلية. يشمل ذلك تحليل تحديد فصيلة الدم ABO وعامل ريسس Rh لكلا الزوجين. تكمن أهمية هذا الفحص في معرفة مدى توافق دم الزوجين حيث إن اختلاف عامل ريسس كأن يكون الزوج موجبا والزوجة سالبة قد يستدعي متابعة طبية دقيقة أثناء الحمل لتجنب أي مضاعفات صحية خطيرة قد يتعرض لها الجنين.
إلى جانب توافق الدم يبرز فحص الكشف عن أمراض الدم الوراثية مثل الثلاسيميا والأنيميا المنجلية كإجراء وقائي شديد الأهمية. يهدف هذا التحليل إلى تحديد احتمالية حمل أحد الطرفين أو كليهما للجينات المسببة لهذه الأمراض وبالتالي تقدير خطر انتقالها إلى الأبناء مستقبلا ويوصى به بشدة خصوصا في العائلات التي لديها تاريخ مرضي بهذه الحالات.
كما يضع الخبراء قائمة من التحاليل للكشف عن الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتقل بين الزوجين وتؤثر على حياتهما. تشمل هذه القائمة فحوصات للكشف عن فيروسات الكبد بنوعيها B و C وكذلك فيروس نقص المناعة المكتسب HIV بالإضافة إلى مرض الزهري. يعد إجراء هذه التحاليل ضروريا لحماية الطرف الآخر من العدوى وضمان الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر في حال اكتشاف أي إصابة.
لا تقتصر الفحوصات على الأمراض الوراثية والمعدية فقط بل تتضمن تقييما شاملا للحالة الصحية العامة للعروس. من خلال تحليل مستويات السكر في الدم وقياس ضغط الدم وتقييم وظائف الكلى والكبد يمكن الكشف عن أي أمراض مزمنة قد تكون كامنة وغير مشخصة مما يتيح التعامل معها مبكرا وتجنب تفاقمها.
في بعض الحالات قد توصي الطبيبة المختصة بإجراء تحاليل إضافية تتعلق بالصحة الإنجابية والهرمونية للمرأة. يمكن أن يشمل ذلك فحص الهرمونات النسائية مثل FSH و LH والبرولاكتين وهرمون الغدة الدرقية TSH خاصة إذا كانت العروس تعاني من اضطرابات سابقة في الدورة الشهرية أو هناك شكوك حول وجود خلل هرموني قد يؤثر على الخصوبة.
قد تمتد الفحوصات الاختيارية بناء على الحالة الصحية والتاريخ الطبي لتشمل تقييما للخصوبة. فإذا كانت هناك مشكلات مثل عدم انتظام الدورة الشهرية أو خضوع سابق لعلاجات هرمونية قد يُنصح بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للمبايض لتقييم مخزونها وحالتها العامة. كما يعد تحليل البول الكامل وفحص البكتيريا المهبلية إجراء مهما للتأكد من سلامة الجهاز البولي وعدم وجود أي التهابات قد تؤثر سلبا على العلاقة الزوجية أو الحمل.
ينصح المتخصصون أيضا بالاهتمام بالتطعيمات الضرورية قبل الزواج لتعزيز المناعة والوقاية من أمراض قد تشكل خطرا أثناء الحمل. من أهم هذه اللقاحات لقاح الحصبة الألمانية الذي يقي من تشوهات الأجنة ولقاح فيروس الكبد B ولقاح التيتانوس إذا لم تكن العروس قد حصلت عليه مؤخرا.