
كشف خبراء في مجال التغذية عن مجموعة من العلامات الجسدية والسلوكية الدقيقة التي يرسلها الجسم للإعلان عن الوصول إلى حد الشبع والتي يتجاهلها الكثيرون. إن الاستمرار في الأكل رغم امتلاء المعدة لا يسبب فقط إرهاقاً مؤقتاً وشعوراً بالثقل بل يمثل خطراً صحياً حقيقياً قد يتطور مع مرور الوقت.
ينتقل تركيزك تدريجياً بعيداً عن الطبق الموجود أمامك حيث تصبح المحادثات الجارية أو تفاصيل المكان المحيط بك أكثر إثارة للاهتمام من الطعام نفسه. هذه إشارة ذهنية واضحة على أن عقلك لم يعد يمنح الأولوية لتناول المزيد من الطعام. ومع تراجع التركيز على الوجبة تبدأ الأفكار بالشرود نحو أمور أخرى لا علاقة لها بالأكل كالتفكير في قائمة المهام اليومية أو التخطيط لما ستقوم به لاحقاً.
من العلامات السلوكية اللاواعية التي تدل على الاكتفاء أن تجد نفسك تضع الشوكة أو الملعقة جانباً بشكل تلقائي وتميل بظهرك إلى الخلف في مقعدك. هذه الحركة العفوية هي طريقة الجسد في أخذ مسافة من الطعام وإعلان راحته. كما أنك تتوقف عن مسح الطاولة بعينيك بحثاً عن طبق آخر أو إضافة جانبية لإكمال وجبتك لأن رغبتك في المزيد قد تلاشت.
يفقد الطعام جاذبيته ونكهته المميزة التي شعرت بها في اللقمات الأولى ويتحول إلى مجرد طعام ممل أو عادي. هذه اللحظة التي يتغير فيها إدراكك لمذاق الأكل هي مؤشر قوي من الدماغ بأنك حصلت على كفايتك. يأتي مع هذا الشعور حالة من القلق الجسدي أو التململ حيث تبدأ بتحريك جسمك باستمرار في مقعدك أو تعديل وضعية جلوسك مراراً وتكراراً في محاولة غير واعية للتخفيف من الضغط الداخلي الناتج عن الامتلاء.
قد تلاحظ أيضاً علامة جسدية غير متوقعة وهي سيلان طفيف في الأنف. يفسر المختصون ذلك بأن الجسم يبدأ بالانتقال إلى وضع الراحة والهضم ما يؤثر على بعض وظائفه بشكل طفيف. ويكثر في هذه المرحلة أخذ أنفاس عميقة أو التنهد دون إدراك وهو ما يعتبر رسالة جسدية صريحة تعني أنك بخير وأن معدتك قد امتلأت تماماً ولا حاجة للمزيد.