على الرغم من أن مرض الكبد الدهني غالبا ما يتطور في صمت دون أعراض صريحة في مراحله الأولية إلا أن الجسم قد يطلق إشارات تحذيرية دقيقة لا يلتفت إليها الكثيرون. وتعتبر اليدان إحدى المناطق التي يمكن أن تكشف عن علامات تنذر بأن الكبد لا يؤدي وظائفه بالكفاءة المطلوبة ما يستدعي الانتباه والفحص الطبي.
أوضح خبراء متخصصون في أمراض الجهاز الهضمي أن هناك مجموعة من التغيرات التي قد تطرأ على اليدين وتشير بقوة إلى وجود مشكلات كامنة في الكبد. ومن أبرز هذه العلامات ظهور احمرار غير طبيعي في راحة اليد خاصة عند قاعدة إصبعي الإبهام والخنصر وهو تغير ينتج عن تبدلات في الأوعية الدموية ترتبط بخلل وظائف الكبد. كما أن حالة الأظافر قد تعكس صحة هذا العضو الحيوي حيث يمكن أن يتحول لونها إلى الأبيض الشاحب أو تظهر عليها خطوط أفقية باهتة وهي حالة طبية تعرف بأظافر تيري وتعد مؤشرا محتملا على أمراض الكبد المتقدمة.
لا تقتصر الإشارات على اللون فقط ففي الحالات المتقدمة من أمراض الكبد مثل تليف الكبد قد يعاني الشخص من رعشة خفيفة ومستمرة في اليدين تعرف طبيا بالرعاش الكبدي. وقد تظهر أيضا تصبغات جلدية أو بقع داكنة بنية اللون على اليدين أو بين الأصابع نتيجة لعجز الكبد عن التخلص من السموم المتراكمة في الجسم. بالإضافة إلى ذلك يعد تورم اليدين والأصابع الناتج عن احتباس السوائل من المضاعفات الشائعة لتليف الكبد.
من العلامات الأخرى المرتبطة بصحة الكبد بشكل عام والتي يمكن ملاحظتها على اليدين هي سهولة ظهور الكدمات أو حدوث النزيف بسبب نقص عوامل التخثر التي ينتجها الكبد بالإضافة إلى احتمالية ظهور اصفرار أو شحوب في الجلد تحت الأظافر وهو ما قد يدل على اليرقان.
من المهم التأكيد على أن هذه العلامات الظاهرة على اليدين وحدها لا تكفي لتشخيص الكبد الدهني بشكل قاطع بل هي مؤشرات هامة تدعو إلى ضرورة استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة. ويعتمد التشخيص الدقيق على تحاليل الدم لقياس إنزيمات الكبد مثل ALT و AST بالإضافة إلى الفحص بالموجات فوق الصوتية لتقييم حالة الكبد واختبارات أخرى لوظائفه.
يُعرف الكبد الدهني بأنه حالة تتجمع فيها الدهون بنسبة تتجاوز 5 إلى 10 بالمئة من وزن الكبد الإجمالي وينقسم إلى نوعين رئيسيين. النوع الأول هو الكبد الدهني غير الكحولي الذي ينتشر بشكل خاص بين الأفراد الذين يعانون من السمنة ومرض السكري. أما النوع الثاني فهو الكبد الدهني الكحولي وينجم عن الإفراط في استهلاك المشروبات الكحولية.
يقدم الأطباء مجموعة من النصائح للوقاية من هذه الحالة أو تخفيف حدتها إذ يشددون على أهمية اتباع نظام غذائي صحي يركز على الخضروات والبروتين ويقلل من الدهون والسكريات. وتعد ممارسة الرياضة بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يوميا وفقدان الوزن الزائد بشكل تدريجي من الركائز الأساسية للعلاج. كما ينصح بتجنب المشروبات الكحولية والغازية مع ضرورة مراقبة المؤشرات الصحية الأخرى كالكوليسترول ومستويات السكر وضغط الدم.
