
يبرز مشروب الشاي بالليمون كخيار مفضل لدى الكثيرين حول العالم ليس فقط لنكهته المنعشة وقدرته على منح الدفء خاصة مع تغيرات الطقس ولكن لكونه مزيجا غنيا بالفوائد الصحية المؤكدة. وأوضحت أخصائية التغذية العلاجية مروة كمال أن هذا المشروب يجمع بين قوة مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي وتركيز فيتامين سي العالي في الليمون مما يجعله أكثر من مجرد مشروب تقليدي.
يعمل هذا المزيج كداعم قوي لصحة القلب والأوعية الدموية حيث تساهم مضادات الأكسدة بالشاي في خفض مستويات الكوليسترول الضار ورفع نظيره النافع بينما يساعد البوتاسيوم في الليمون على استقرار ضغط الدم. وعلى صعيد متصل يدعم المشروب صحة الكبد عبر تنشيط وظائفه وتحفيز إنتاج العصارة الصفراوية مما يقلل من تراكم الدهون ويقي من مشكلات الكبد الدهني.
يُعرف الشاي بالليمون بدوره الفعال في تقوية جهاز المناعة فالليمون مصدر غني بفيتامين سي الذي يعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى مثل نزلات البرد والإنفلونزا. وتدعم مركبات الفلافونويد الموجودة في الشاي هذه الفائدة من خلال خصائصها المضادة للالتهابات ومساهمتها في حماية الجسم من الفيروسات والبكتيريا.
كما يلعب المشروب دورا مهما في عملية تنقية الجسم من السموم إذ يساعد الليمون على تحسين وظائف الكبد بينما يعمل الشاي كمدر طبيعي للبول مما يسهل عملية التخلص من الفضلات والسوائل الزائدة المحتبسة بالجسم.
يساعد تناول الشاي بالليمون على تحسين عملية الهضم وتهدئة اضطرابات المعدة حيث يحفز الليمون إنتاج العصارات الهضمية ويقلل الشاي من الشعور بالغثيان والانتفاخ. لهذا السبب يوصى به بعد تناول الوجبات الثقيلة لتخفيف الشعور بالثقل وهو مفيد لمن يعانون من عسر الهضم.
كثيرون يعتمدون على الشاي بالليمون ضمن برامجهم لإنقاص الوزن لأنه يعتبر منشطا طبيعيا لعملية الأيض ويسرع من حرق الدهون. ويحتوي الليمون على ألياف البكتين التي تعزز الشعور بالامتلاء لفترة أطول وتقلل الشهية والرغبة في تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية.
لا تقتصر فوائده على الصحة الداخلية بل تمتد لتشمل الجانب الجمالي إذ يعزز صحة البشرة بفضل فيتامين سي ومضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرة المسببة لعلامات الشيخوخة المبكرة والتجاعيد. كما يسهم في الحفاظ على رطوبة الجلد ونضارته وقد يساعد في تقليل حب الشباب لخصائصه المضادة للبكتيريا.
يؤثر المشروب إيجابيا على الحالة المزاجية ويقلل من التوتر فالشاي يحتوي على مادة الثيانين المهدئة للأعصاب والمحسنة للتركيز كما أن رائحة الليمون العطرية تعمل على تخفيف القلق والضغط النفسي مما يجعله خيارا مثاليا للاسترخاء بعد يوم مرهق.
وتشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة المركزة في الشاي الأخضر مع مركبات الفلافونويد في الليمون قد تساهم في إبطاء نمو بعض الخلايا السرطانية مما يجعله مشروبا داعما للصحة العامة وإن لم يكن بديلا عن العلاجات الطبية. بالإضافة إلى ذلك يدعم المشروب صحة العظام والأسنان ففيتامين سي والكالسيوم في الليمون يقويان العظام واللثة بينما تساعد خصائصه المضادة للبكتيريا في الحفاظ على صحة الفم.
للحصول على أقصى فائدة من الشاي بالليمون ينصح بغلي الماء ثم إضافة الشاي سواء كان أسود أو أخضر وتركه لبضع دقائق ثم إضافة عصير الليمون الطازج بعد أن تهدأ حرارة الشاي قليلا للحفاظ على فيتامين سي. ويمكن تحليته بعسل النحل الطبيعي كبديل صحي للسكر.
على الرغم من فوائده العديدة يجب الانتباه إلى أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى حموضة في المعدة أو الإضرار بمينا الأسنان بسبب حمضية الليمون. لذا يفضل الاكتفاء بكوب أو كوبين يوميا وينبغي لمرضى القولون العصبي والارتجاع المريئي استشارة الطبيب المختص قبل جعله جزءا من روتينهم اليومي.