
يشكل هيشان الشعر تحديا شائعا يواجه الكثير من النساء والرجال على السواء حيث يتسبب في مظهر باهت وغير صحي للشعر يفقده جاذبيته الطبيعية. ولمواجهة هذه المشكلة يجب اتباع نهج متكامل يجمع بين العناية الخارجية والتغذية السليمة بهدف استعادة حيوية الشعر ونعومته المفقودة عبر روتين شامل ومدروس.
أكدت خبيرة التجميل سهام شهاب أن تعديل الروتين اليومي للعناية بالشعر هو الخطوة الأولى والأساسية نحو التخلص من الهيشان. ويبدأ ذلك من طريقة الغسل حيث يفضل استخدام شامبو خال من مركبات الكبريتات والسيليكون التي تجرد الشعر من زيوته الطبيعية. ومن الضروري تطبيق البلسم بعد كل غسلة للحفاظ على النعومة وتجنب استعمال الماء الساخن جدا الذي يفاقم من مشكلة الجفاف. وعند التجفيف ينصح بالابتعاد عن الاحتكاك القوي واستبدال المنشفة العادية بقطعة قماش قطنية أو تيشيرت قديم والتربيت بلطف على الشعر لامتصاص الماء الزائد.
كما أن أسلوب التصفيف يلعب دورا محوريا في علاج الهيشان. فيجب تجنب تمشيط الشعر وهو مبلل بالكامل والأفضل الانتظار حتى يصبح رطبا قليلا ثم استخدام مشط ذي أسنان واسعة لفك التشابك. ويُنصح بالتقليل من استخدام أدوات التصفيف الحرارية مثل مجففات الشعر والمكواة قدر الإمكان وفي حال الضرورة يجب ضبطها على حرارة منخفضة أو باردة. وحتى أثناء النوم يمكن حماية الشعر من خلال استخدام أغطية وسائد مصنوعة من الحرير أو الساتان لتقليل الاحتكاك الذي يسبب النفشة.
تتطلب معالجة الشعر الهايش أيضا اللجوء إلى علاجات ترطيب عميقة ومنتظمة. وتعتبر حمامات الزيوت الطبيعية من أفضل الحلول حيث يعمل زيت جوز الهند وزيت الأرجان وزيت الزيتون على تغذية الشعر بعمق. ويمكن أيضا تطبيق ماسكات ترطيب أسبوعية تعتمد على مكونات طبيعية مغذية مثل العسل والأفوكادو أو الزبادي. وللحماية اليومية يمكن استخدام سيروم أو كريم تصفيف يحتوي على السيليكون الطبيعي أو السيراميد الذي يغلف الشعرة ويحميها من تأثير الرطوبة الخارجية.
لا يمكن إغفال دور التغذية الداخلية والحالة الصحية العامة في صحة الشعر. فالحرص على تناول الأطعمة الغنية بالأوميجا 3 الموجودة في الأسماك والمكسرات يساهم في تقوية الشعر من الجذور. كذلك يعتبر الحصول على كميات كافية من البروتينات من مصادر مثل البيض والبقوليات واللحوم البيضاء ضروريا لبناء الشعر. وشرب الماء بوفرة يوميا يحافظ على ترطيب الجسم بالكامل بما في ذلك بصيلات الشعر. كما أن ممارسة الرياضة بانتظام تنشط الدورة الدموية مما يضمن وصول الغذاء والأكسجين إلى فروة الرأس.
ويعود سبب ظهور الهيشان بالأساس إلى عدة عوامل رئيسية أولها الجفاف ونقص الترطيب الطبيعي في بنية الشعر مما يجعله يفقد نعومته ويصبح منفوشا. ويزيد من تفاقم هذه المشكلة التعرض المفرط للحرارة الناتجة عن أدوات التصفيف اليومية. كما أن المواد الكيميائية القاسية الموجودة في الصبغات ومنتجات الفرد تدمر طبقة الكيراتين الطبيعية الواقية للشعر. وتلعب العوامل البيئية مثل الرطوبة العالية وأشعة الشمس والرياح دورا في سحب الرطوبة من الشعر. بالإضافة إلى ذلك يؤدي نقص الفيتامينات والمعادن الهامة مثل الزنك والحديد وأوميجا 3 إلى ضعف عام في الشعر وظهوره بمظهر هايش.