الثعلبة.. أعراضها الصامتة وأسبابها الغامضة وطرق العلاج الأحدث والأكثر فعالية

الثعلبة.. أعراضها الصامتة وأسبابها الغامضة وطرق العلاج الأحدث والأكثر فعالية
الثعلبة.. أعراضها الصامتة وأسبابها الغامضة وطرق العلاج الأحدث والأكثر فعالية

تمثل الثعلبة أحد الأمراض الجلدية المنتشرة التي تؤثر على الرجال والنساء على حد سواء وتثير قلق المصابين بها بسبب تأثيرها المباشر على المظهر. ويعرف هذا المرض بأنه اضطراب مناعي ذاتي حيث يهاجم جهاز المناعة بصيلات الشعر بالخطأ معتبرا إياها أجساما غريبة مما يؤدي إلى تساقط الشعر بشكل غير متوقع في مناطق محددة من الجسم.

تتعدد المؤشرات الدالة على الإصابة بالثعلبة وأبرزها هو التساقط المفاجئ للشعر الذي يظهر عادة على هيئة بقع دائرية أو بيضاوية خالية تماما من الشعر في فروة الرأس. وتتميز هذه المناطق بجلدها الناعم الذي يخلو من أي قشور أو علامات التهاب. وفي الحالات الأكثر تقدما قد يمتد تساقط الشعر ليشمل الحاجبين والرموش ومناطق أخرى من الجسم كما قد يلاحظ ضعف وهشاشة في الشعر المحيط بالبقع المصابة. بعض الحالات قد يصاحبها شعور بوخز خفيف أو حكة في بداية ظهور المرض بالإضافة إلى تغيرات تطرأ على الأظافر مثل ظهور خطوط أو تشققات.

يعود السبب الرئيسي للثعلبة إلى خلل في الجهاز المناعي ولكن هناك عوامل متعددة قد تحفز ظهورها أو تزيد من حدتها. تلعب الوراثة دورا هاما حيث تزداد احتمالية الإصابة عند وجود تاريخ عائلي للمرض. كما تعد الضغوط النفسية والتوتر العصبي المستمر من بين المحفزات الرئيسية. وقد يرتبط ظهور الثعلبة أحيانا بأمراض أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو السكري أو غيرها من أمراض المناعة الذاتية. ولا يستبعد الخبراء دور بعض العوامل البيئية كالالتهابات الفيروسية أو التعرض لملوثات معينة في تحفيز هذا الهجوم المناعي على بصيلات الشعر.

على الرغم من أن الثعلبة لا تشكل خطرا جسديا مباشرا فإن تأثيراتها لا يمكن إغفالها. يبرز التأثير النفسي كأحد أبرز المخاطر حيث يمكن أن يؤدي فقدان الشعر إلى انخفاض الثقة بالنفس وقد يصل الأمر إلى الاكتئاب أو العزلة الاجتماعية خاصة لدى النساء والأطفال. ومن المخاطر المحتملة أيضا تطور الحالة وانتشار البقع لتغطي فروة الرأس بالكامل فيما يعرف بالثعلبة الكلية أو الجسم بأكمله في حالة الثعلبة الشاملة. ويؤثر المرض بشكل مباشر على المظهر العام وهو ما قد ينعكس سلبا على الحياة الاجتماعية والمهنية للمصاب. كما قد تسبب التغيرات في الأظافر ألما أو صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية.

لا يتوفر حتى الآن علاج شاف ونهائي للثعلبة لكن تتعدد الوسائل المتاحة للسيطرة على أعراضها وتحفيز نمو الشعر من جديد. تشمل الخيارات العلاجية استخدام الكريمات أو الحقن الموضعية التي تعمل على تنشيط بصيلات الشعر. وفي الحالات الأكثر شدة قد يلجأ الأطباء إلى وصف الكورتيزون سواء عن طريق الأقراص أو الحقن أو استخدام أدوية أخرى لتثبيط استجابة الجهاز المناعي. ويمثل العلاج بالضوء باستخدام الأشعة فوق البنفسجية أحد الخيارات المتاحة لتحفيز البصيلات. وإلى جانب العلاجات الطبية يعتبر الدعم النفسي عنصرا مهما لمواجهة الآثار العاطفية للمرض بينما تبقى العلاجات الطبيعية مثل بعض الزيوت النباتية كزيت الخروع والثوم علاجات مساعدة وليست أساسية.

نظرا لطبيعة المرض المناعية فإنه لا توجد طرق مؤكدة لمنع الإصابة به بشكل كامل. ومع ذلك يمكن اتباع بعض الإجراءات التي تساهم في تقليل خطر تفاقم الحالة أو تساعد في السيطرة عليها. يأتي على رأس هذه الإجراءات التحكم في مستويات التوتر والقلق عبر ممارسة الرياضة وتقنيات الاسترخاء كاليوجا. كما ينصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الشعر مثل الحديد والزنك وفيتامين د والبيوتين. وتشمل النصائح أيضا العناية الجيدة بفروة الرأس وتجنب استخدام المواد الكيميائية القاسية وتعزيز مناعة الجسم بشكل عام عبر الحصول على قسط كاف من النوم وشرب الماء والابتعاد عن العادات الصحية السيئة كالتدخين.