كوليسترول الدماغ.. دراسة حديثة تكشف علاقته الغامضة بفقدان الذاكرة وصعوبات التعلم

كوليسترول الدماغ.. دراسة حديثة تكشف علاقته الغامضة بفقدان الذاكرة وصعوبات التعلم
كوليسترول الدماغ.. دراسة حديثة تكشف علاقته الغامضة بفقدان الذاكرة وصعوبات التعلم

يكشف العلماء عن وجه مغاير للكوليسترول يختلف كلياً عن صورته الشائعة المرتبطة بأمراض القلب والشرايين. إذ يعد هذا المركب حيوياً لوظائف الدماغ الذي يستحوذ وحده على ربع كمية الكوليسترول في الجسم بأكمله حيث يلعب أدواراً جوهرية في عمليات التعلم وتقوية الذاكرة وتعزيز الاتصال بين الخلايا العصبية.

يعمل الدماغ كنظام مستقل في إنتاج الكوليسترول الخاص به فالحاجز الدموي الدماغي يمنع عبور الكوليسترول من مجرى الدم إلى أنسجة الدماغ ما يجعله يعتمد على قدرته الذاتية للتصنيع. ويختلف دور كوليسترول الدماغ جذرياً عن نظيره في الدم فبينما يتولى الأخير مهمة نقل الدهون في الجسم يعمل كوليسترول الدماغ كمهندس أساسي لبناء وتقوية الوصلات العصبية.

يؤدي ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم المعروف بالبروتين الدهني منخفض الكثافة إلى مخاطر صحية وخيمة على الدماغ فهو يهدد تدفق الدم السليم ويزيد من احتمالية وقوع السكتات الدماغية والتدهور المعرفي. وعلى صعيد آخر فإن أي خلل في توازن الكوليسترول داخل الدماغ نفسه قد يرتبط بظهور أمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون نتيجة ضعف المشابك العصبية المسؤولة عن الذاكرة والحركة.

تشير الأبحاث إلى أن تأثير الكوليسترول على صحة الإنسان ليس ثابتاً بل يتغير بشكل ملحوظ مع تقدم العمر. ففي مرحلة منتصف العمر يعتبر ارتفاع الكوليسترول عامل خطورة يهدد سلامة الدماغ لكن المفارقة تظهر لدى كبار السن حيث قد يتحول نفس هذا العامل إلى عنصر وقائي يدعم مرونة الدماغ ويحافظ على وظائفه الحيوية.

أثارت أدوية الستاتينات المستخدمة لخفض الكوليسترول جدلاً واسعاً حول تأثيرها المحتمل على الذاكرة غير أن الدراسات العلمية الحديثة حسمت هذا الجدل إلى حد كبير مؤكدة أن هذه الأدوية لا تسبب الخرف بل على العكس قد توفر حماية للدماغ من خلال دورها في تقليل خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والخرف الوعائي.

يؤكد الخبراء على ضرورة فهم السياق الكامل عند تقييم دور الكوليسترول فالعلاقة بينه وبين صحة الدماغ معقدة وتعتمد على عوامل متعددة أبرزها المرحلة العمرية والحالة الصحية العامة للفرد. فما قد يكون ضاراً في الأربعينيات من العمر قد يصبح مفيداً وداعماً للصحة في السبعينيات.