
كشفت دراسة علمية واسعة النطاق استمرت لأكثر من عقدين أن تأخير وجبة الإفطار بشكل منتظم قد يكون له عواقب صحية وخيمة تصل إلى زيادة خطر الوفاة. وخلص البحث الذي أجراه علماء على ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص إلى وجود علاقة مباشرة بين موعد تناول الوجبة الأولى في اليوم والصحة العامة خاصة مع التقدم في العمر.
وأشار الباحثون إلى أن كل ساعة تأخير في تناول وجبة الإفطار ترفع من احتمالية الوفاة بنسبة تصل إلى عشرة بالمئة حتى بعد مراعاة عوامل أخرى مثل أنماط الحياة المختلفة. ونقل عن الدكتور حسن دشتي المؤلف الرئيسي للدراسة قوله إن توقيت الوجبات قد يعمل كمؤشر مبكر للكشف عن مشكلات صحية غير ظاهرة لدى كبار السن.
ويعود هذا التأثير السلبي إلى أن الإفطار المتأخر يسبب اضطرابا في الساعة البيولوجية للجسم. هذا الخلل يؤثر بدوره على دورات النوم الطبيعية وعمليات التمثيل الغذائي وكذلك إفراز الهرمونات مما ينعكس سلبا على كفاءة الهضم ومستويات الطاقة العامة وقدرة الجسم على تنظيم سكر الدم.
ولم تقتصر الآثار على الجانب الجسدي فقط حيث أظهرت النتائج أن الامتناع عن الإفطار أو تأجيله يرتبط بتدهور الوظائف الذهنية. ولوحظ ضعف في الذاكرة والانتباه لدى المشاركين الذين يتناولون إفطارهم متأخرا بالإضافة إلى انخفاض قدرتهم على التركيز وحل المشكلات. كما ارتبط هذا السلوك بزيادة الشعور بالتوتر والتهيج والاكتئاب بسبب تذبذب مستويات السكر في الدم.
وإلى جانب المخاطر السابقة ربطت الدراسة بين تأخير الإفطار وزيادة احتمالية الإصابة بالتعب المزمن ومشاكل صحة الفم.
وفي المقابل شدد الباحثون على أهمية الالتزام بمواعيد ثابتة لتناول الوجبات. وأكدوا أن الإفطار المبكر والمتوازن الذي يشتمل على البروتينات والألياف والدهون الصحية يلعب دورا حيويا في استقرار مستويات الطاقة والمزاج طوال اليوم كما يساهم في تعزيز الوظائف العقلية وإبطاء التدهور المعرفي المرتبط بالشيخوخة.