
أكد خبراء في طب العيون أن الحفاظ على صحة البصر وقوته لا يقتصر على الفحوصات الدورية بل يبدأ من المطبخ حيث يلعب النظام الغذائي المتبع دورا حيويا في حماية العين من الأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر وتقليل خطر ضعف الإبصار بشكل عام.
وفي هذا السياق أوضح الدكتور شيبو فاركي المدير الطبي لمستشفيات متخصصة في طب العيون أن هناك تأثيرا مباشرا للنظام الغذائي على سلامة العينين إذ تحتوي أنواع معينة من الأطعمة على مكونات أساسية مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات والدهون الصحية التي تعمل على دعم عدسة العين وشبكيتها وتخفيف الإجهاد التأكسدي الذي يعد سببا رئيسيا لضعف البصر مع مرور الزمن.
وتأتي الخضروات الورقية كالسبانخ والكرنب في مقدمة الأطعمة المفيدة بفضل احتوائها على كميات وفيرة من اللوتين والزياكسانثين وهما من مركبات الكاروتينويد التي توفر حماية طبيعية ضد أضرار الأشعة فوق البنفسجية كما تسهم في تقليل الضرر التأكسدي والحفاظ على الرؤية المركزية وسلامة الشبكية على المدى البعيد.
وتعتبر الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين مصدرا غنيا بأحماض أوميغا 3 التي تؤدي دورا مهما في الحفاظ على الطبقة الدهنية للغشاء الدمعي وتسهيل وظائف خلايا الشبكية وقد ارتبط استهلاكها المنتظم بانخفاض معدلات الإصابة بجفاف العين وإبطاء وتيرة التنكس البقعي المرتبط بالشيخوخة.
أما الحمضيات كالبرتقال والليمون إلى جانب الفلفل الحلو فهي توفر فيتامين ج وهو مضاد أكسدة فعال لا يقتصر دوره على الحماية المباشرة بل يدعم أيضا إنتاج مضادات أكسدة أخرى مثل فيتامين هـ ويساعد في تكوين الكولاجين الضروري لأنسجة العين مما قد يؤخر ظهور وتطور مرض إعتام عدسة العين.
ويقدم البيض مزيجا فريدا لصحة العين حيث يحتوي صفاره على نسب مرتفعة من اللوتين والزياكسانثين المتاحين حيويا للجسم إضافة إلى فيتامين أ والدهون الطبيعية التي تعزز امتصاص هذه العناصر الغذائية مما يجعله خيارا سهلا وعمليا لتلبية الاحتياجات اليومية لحماية البصر.
وتكمل المكسرات والبذور والبقوليات هذه المنظومة الغذائية فبذور دوار الشمس واللوز تزود الجسم بفيتامين هـ وأحماض أوميغا 3 النباتية بينما يعد العدس والحمص مصدرا مهما لمعدن الزنك الذي يلعب دورا محوريا في نقل فيتامين أ إلى شبكية العين والحفاظ على قدرة الرؤية الليلية.
وأشار الدكتور فاركي إلى أن تناول هذه الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية المتكاملة لا يغذي العين فقط بل يبني مناعة طبيعية ضد أمراض التنكس المرتبطة بالعمر حيث إن الجمع بين اللوتين والزياكسانثين وأحماض أوميغا 3 الدهنية وفيتامينات أ وج وهـ بالإضافة إلى الزنك يقلل من الإجهاد التأكسدي ويعزز تدفق الدم الصحي إلى أنسجة العين ويوفر حماية للأجزاء الحساسة مثل الشبكية والعدسة.