النوبات القلبية وأثرها الصادم على شبكية العين.. علاقة غير متوقعة يكشفها الأطباء

النوبات القلبية وأثرها الصادم على شبكية العين.. علاقة غير متوقعة يكشفها الأطباء
النوبات القلبية وأثرها الصادم على شبكية العين.. علاقة غير متوقعة يكشفها الأطباء

كشفت دراسات علمية حديثة عن وجود علاقة وثيقة ومباشرة بين صحة القلب وسلامة البصر حيث يمكن لفحوصات العين الدورية أن تكشف عن مؤشرات خطيرة لأمراض القلب والأوعية الدموية مما يجعل طبيب العيون خط الدفاع الأول في اكتشاف مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية قبل وقوعها.

وأوضحت الأبحاث أن الأضرار التي تلحق بالأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين قد تعكس حالة الشرايين في القلب فعلى سبيل المثال يمكن لاكتشاف انسداد في الشريان الشبكي أثناء فحص روتيني للعين أن يكون إنذارا مبكرا بوجود خطر كبير يهدد صحة القلب.

وتؤكد دراسة متخصصة حملت عنوان الرؤية المرضية والضعف المعرفي لدى كبار السن الذين أدخلوا المستشفى بسبب احتشاء عضلة القلب الحاد أن تبعات النوبات القلبية لا تقتصر على عضلة القلب وحدها بل تتجاوزها لتؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الإبصار خصوصا لدى الفئات العمرية المتقدمة.

ويعود هذا التأثير إلى عوامل مشتركة بين القلب والعين أبرزها ضعف تدفق الدم والالتهابات التي تصيب الجسم وتلف الأوعية الدموية الذي يؤثر على الشبكة الوعائية الدقيقة في كل من العضوين ما قد يؤدي إلى ظهور مشكلات بصرية متنوعة.

وتعتمد العين بشكل أساسي على شبكة معقدة من الأوعية الدموية لتغذية الشبكية والحفاظ على وظيفتها الحيوية وهذا يجعلها حساسة جدا لأي خلل يصيب جهاز الدوران ومن هنا فإن أمراض القلب تزيد من احتمالية الإصابة بمشكلات مثل الضمور البقعي المرتبط بالتقدم في العمر.

وقد يعاني المرضى الذين يتعرضون لنوبة قلبية من أعراض بصرية تشمل ضبابية في الرؤية أو فقدان مؤقت للبصر وفي بعض الحالات قد تتطور الأمور إلى مضاعفات أكثر خطورة تهدد حاسة الإبصار بشكل دائم.

وأظهرت إحصائيات لدراسة أمريكية أن أكثر من ثلث المرضى الذين تجاوزوا الخامسة والسبعين عاما وأدخلوا إلى المستشفيات للعلاج من نوبة قلبية كانوا يعانون بالفعل من ضعف في الرؤية وارتبط هذا الضعف بزيادة مخاطر الوفاة والتدهور في قدراتهم الوظيفية اليومية.

كما أن وجود أمراض مزمنة أخرى لدى كبار السن الذين يصابون بالنوبات القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وارتفاع مستويات الكوليسترول يضاعف من خطر تدهور صحة العين ويزيد من احتمالية الإصابة بضعف البصر.

ويشدد الخبراء على ضرورة اتباع نهج علاجي متكامل يولي اهتماما بصحة العين بالتوازي مع العناية بصحة القلب وينصحون بأن معالجة مشكلات الرؤية والسيطرة الفعالة على عوامل الخطر عبر الالتزام بالأدوية واتباع نمط حياة صحي وإجراء فحوصات منتظمة للعين يعزز بشكل كبير فرص التعافي ويحسن النتائج الصحية العامة للمرضى خاصة كبار السن.