
كشفت دراسة علمية حديثة عن أدلة جديدة تعزز الصلة الخطيرة بين التدخين والإصابة بسرطان البنكرياس وهو المرض الذي يلقب بالقاتل الصامت نظرا لصعوبة تشخيصه في مراحله الأولى وتشابه أعراضه الغامضة مع اضطرابات هضمية أخرى أقل خطورة ما يؤخر العلاج.
توصل فريق من الخبراء إلى تحديد نوع معين من الخلايا المناعية يتأثر بشكل مباشر بالمواد السامة المسرطنة الموجودة في دخان التبغ. وأظهرت الأبحاث أن هذه السموم تحفز الخلايا التائية التنظيمية على إنتاج بروتين يعرف باسم إنترلوكين-22 وهو ما يغير سلوك الورم الخبيث ويدفعه إلى النمو بشكل أسرع.
واستندت النتائج إلى تجارب أجريت على فئران مخبرية حيث لوحظ أن تعرضها لسموم السجائر أدى إلى تسارع ملحوظ في نمو الأورام وانتشارها. والمثير في الأمر أن الفئران التي تم تعديلها لتكون خالية من هذه الخلايا المناعية لم تتأثر بالسموم بنفس الطريقة وهو ما يشير إلى أن الجهاز المناعي الذي يفترض أن يحارب المرض قد يتحول تحت تأثير التدخين إلى عامل مساعد يغذي الورم. وقد تم تأكيد هذه الملاحظات عند تطبيق الاختبارات على عينات من خلايا بشرية مأخوذة من مرضى مصابين بسرطان البنكرياس.
وفي هذا السياق أوضح البروفيسور تيموثي فرانكل وهو جراح متخصص في الأورام أن أحد أكبر التحديات التي تواجه الأطباء حاليا هو غياب أي آلية فحص فعالة للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس. وشدد فرانكل على الأهمية القصوى لتوعية المدخنين بشكل خاص بالمخاطر المحتملة والأعراض التي يجب عدم تجاهلها مع ضرورة التفكير في برامج متابعة مخصصة للفئات التي تعتبر أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ويعتقد الباحثون القائمون على الدراسة أن فهم هذه الآلية البيولوجية المعقدة قد يفتح الباب مستقبلا أمام تطوير استراتيجيات وقائية مبتكرة أو علاجات جديدة. ويمكن أن تستهدف هذه العلاجات تعطيل تأثير بروتين إنترلوكين-22 أو التحكم في استجابة الخلايا التائية التنظيمية لوقف الدعم الذي يقدمه الجهاز المناعي للورم بسبب التدخين.