
شهدت أسواق الصاغة في مصر موجة صعود قوية حيث واصلت أسعار الذهب زحفها نحو مستويات تاريخية جديدة وقفز سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولاً في السوق المحلية ليصل إلى 4890 جنيهاً في منتصف التعاملات بزيادة بلغت 15 جنيهاً دفعة واحدة.
وتأتي هذه القفزة المحلية انعكاساً مباشراً للاضطرابات في الأسواق العالمية التي دفعت المعدن الأصفر لتسجيل أرقام قياسية لم يسبق لها مثيل حيث أوضح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة أن سعر الأونصة عالمياً تخطى حاجز 3650 دولاراً وهو ما يمثل أعلى نقطة في تاريخ تسعير المعدن النفيس عالمياً.
وعلى صعيد الأسعار في السوق المصرية فقد بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5588 جنيهاً بينما سجل عيار 18 سعر 4191 جنيهاً للجرام الواحد كما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 39120 جنيهاً متأثراً بالصعود الجماعي للأسعار.
ويُعزى هذا الصعود العالمي إلى تزايد رهانات المستثمرين على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة قريباً خاصة في ظل صدور بيانات اقتصادية ضعيفة وتصاعد المخاوف بشأن استقلالية قرارات البنك المركزي الأمريكي بسبب التدخلات السياسية المتكررة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي السياق ذاته ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.80% لتصل إلى 3694 دولاراً ما يعزز حالة الزخم التي يشهدها المعدن الثمين على المستوى الدولي ويؤكد جاذبيته كأداة تحوط آمنة في أوقات الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية.
وقد عززت توقعات المؤسسات المالية الكبرى مثل غولدمان ساكس من هذه المكاسب حيث رجحت المؤسسة أن يواصل الذهب رحلة صعوده ليصل إلى مستوى 5 آلاف دولار للأونصة وهو توقع مبني على فرضية استمرار الضغط السياسي على الفيدرالي الأمريكي وإضعاف قدرته على اتخاذ قرارات نقدية مستقلة.
وأكد رئيس الشعبة أن أسعار الذهب في مصر تتأثر بشكل مباشر وفوري بتحركات سعر الأونصة عالمياً وسعر صرف الدولار وهو ما يجعل المعدن الأصفر يحتفظ بمكانته كملاذ آمن مفضل للمستثمرين في السوقين المحلية والعالمية على حد سواء.