الإجهاض المتكرر: أطباء يكشفون عن أسباب خفية وراء تكراره تتجاهلها الكثيرات

الإجهاض المتكرر: أطباء يكشفون عن أسباب خفية وراء تكراره تتجاهلها الكثيرات
الإجهاض المتكرر: أطباء يكشفون عن أسباب خفية وراء تكراره تتجاهلها الكثيرات

يمثل الإجهاض تجربة قاسية للمرأة على المستويين النفسي والجسدي وغالباً ما تبحث السيدات عن أسباب واضحة لحدوثه. لكن في كثير من الحالات لا يمكن تحديد سبب دقيق كما أنه من النادر أن يكون نتيجة لفعل قامت به المرأة أو أهملته مما يعني أنه لم يكن بالإمكان تفاديه.

تعتبر المشكلات المتعلقة بالكروموسومات من أكثر الأسباب شيوعا لحالات الإجهاض المبكر. يرث الجنين المادة الوراثية من كلا الوالدين وفي بعض الأحيان تكون الكروموسومات المنقولة من أحدهما غير طبيعية حتى لو كان الوالدان سليمين. هذا الخلل الجيني يمنع الجنين من النمو بشكل سليم مما يؤدي إلى توقف الحمل.

يرتبط عمر الوالدين بشكل مباشر بزيادة خطر الإجهاض فمع تقدم المرأة في العمر تقل جودة البويضات وعددها المتاح. كما أن فرصة وجود تشوهات كروموسومية في الحيوانات المنوية لدى الرجل تزداد مع تقدمه في السن. وتوضح الإحصاءات أن خطر الإجهاض للمرأة في سن الثلاثين يبلغ حالة من كل خمس حالات بينما يرتفع ليصل إلى حالة من كل حالتين في سن الأربعين.

في بعض الحالات الأخرى لا ينمو الجنين كما هو متوقع وقد تحدث تغيرات في بنيته التشريحية. إذا لم يتطور جسم الجنين بالشكل السليم فإن ذلك قد يتسبب في حدوث إجهاض متأخر.

تلعب صحة الرحم دورا حيويا في استمرار الحمل. فالشكل غير الطبيعي للرحم بشكل كبير يمكن أن يزيد من احتمالية الإجهاض في مراحله المبكرة والمتأخرة. وبالمثل قد تعاني بعض النساء من حالة تعرف بقصور عنق الرحم أو ضعفه حيث ينفتح مدخل الرحم في وقت مبكر جدا من الحمل مما قد يؤدي إلى فقدان الجنين أو الولادة المبكرة.

الأورام الليفية وهي أورام حميدة في جدار الرحم قد تزيد أيضا من الخطر ولكن تأثيرها يعتمد على حجمها وموقعها. كما أن أي مشكلات في المشيمة التي تزود الجنين بالأكسجين والغذاء قد تؤدي إلى الإجهاض ويمكن الكشف عن بعض هذه المشكلات عبر الفحص بالموجات فوق الصوتية.

توجد حالات طبية مرتبطة بتخثر الدم مثل متلازمة أضداد الفوسفوليبيد تزيد من احتمالية تكون الجلطات. هذه الجلطات قد تتشكل في المشيمة وتعيق وصول الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى الجنين مما يسبب الإجهاض. هذه الاضطرابات قد تكون سببا في الإجهاض المتكرر.

يمكن للاختلالات الهرمونية أن تزيد من خطر الإجهاض سواء في مراحله المبكرة أو المتأخرة. تشمل هذه الحالات وجود مشاكل في الغدة الدرقية أو الغدة النخامية ومرض السكري غير المنضبط. وتعتبر متلازمة تكيس المبايض التي تسبب خللا هرمونيا من العوامل التي تزيد من خطر الإجهاض بنسبة طفيفة.

التعرض لبعض أنواع العدوى أثناء الحمل قد يكون خطيرا ويؤدي للإجهاض. من بين هذه الأنواع فيروس بارفو والفيروس المضخم للخلايا وداء المقوسات. كما أن التسمم الغذائي الناتج عن تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات يزيد من الخطر لذلك ينصح باتباع إرشادات سلامة الغذاء بدقة أثناء الحمل.

توجد بعض عوامل نمط الحياة التي ثبت أنها ترفع من احتمالية حدوث الإجهاض وإن كانت لا تسببه بشكل مباشر. من هذه العوامل التدخين وزيادة الوزن أو نقصانه بشكل كبير واستهلاك الكحول والمخدرات. كما أن تناول كميات كبيرة من الكافيين تتجاوز مئتي ميكروجرام يوميا قد يزيد من الخطر.

كذلك يلعب التاريخ الصحي للمرأة دورا فالنساء اللاتي تعرضن لثلاث حالات إجهاض أو أكثر في السابق لديهن احتمالية أعلى لتكرار الأمر. وتشير بعض الأدلة أيضا إلى أن النساء من أصول سوداء أو مختلطة قد يواجهن معدلات أعلى من الإجهاض مقارنة بغيرهن.