
أكدت أخصائية التغذية العلاجية هدى مدحت أن الحمص يمثل كنزا صحيا متكاملا وقيمة غذائية فريدة تتجاوز شهرته كعنصر أساسي في أطباق شهيرة مثل الفلافل والحمص بالطحينة. وأوضحت أن إدراج هذه البقوليات العريقة التي تعد من أقدم الأغذية البشرية ضمن النظام الغذائي اليومي يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز الصحة العامة وتحقيق حياة متوازنة بفضل ما يحتويه من بروتينات وألياف ومعادن وفيتامينات ضرورية.
يعد الحمص خيارا مثاليا للأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو يسعون لتقليل استهلاكهم من اللحوم لأنه يعتبر من أفضل المصادر الطبيعية للبروتين النباتي. هذا البروتين أساسي في بناء خلايا الجسم وتجديدها كما يدعم تقوية العضلات ويساهم بفعالية في عملية النمو لدى الأطفال والمراهقين.
من أبرز فوائد الحمص قدرته على المساعدة في ضبط الوزن والتحكم في الشهية. فمحتواه الغني بالألياف والبروتين يعزز الشعور بالامتلاء والشبع لفترات طويلة مما يقلل من الرغبة في تناول وجبات خفيفة غير صحية بين الوجبات الرئيسية. وبما أنه قليل السعرات الحرارية مقارنة بالعناصر الغذائية التي يقدمها فإن تناوله ضمن وجبات متوازنة يساعد على الحد من الإفراط في الأكل.
يسهم تناول الحمص في تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية بفضل محتواه العالي من الألياف القابلة للذوبان التي تساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار. كما أنه يوفر معادن حيوية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم الضروريين لتنظيم ضغط الدم والحفاظ على توازن السوائل بالجسم فضلا عن حمض الفوليك الذي يحمي من تلف الأوعية الدموية ويقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية.
يلعب الحمص دورا مهما في تنظيم مستويات السكر في الدم حيث تعمل الألياف والبروتينات الموجودة فيه على إبطاء عملية امتصاص الكربوهيدرات. هذا الأمر يساهم في الحفاظ على استقرار نسبة الجلوكوز ويمنع الارتفاعات المفاجئة للسكر مما يجعله غذاء آمنا ومناسبا لمرضى السكري بفضل مؤشره الجلايسيمي المنخفض.
يحتوي الحمص على مجموعة من العناصر المعدنية التي تدعم صحة العظام وتقويها مثل الكالسيوم والفسفور اللذين يعملان معا لدعم الكتلة العظمية. كما يوفر المغنيسيوم الذي يحسن امتصاص الكالسيوم والزنك الذي يشارك في تكوين أنسجة العظام. لذلك فإن الاستهلاك المنتظم للحمص قد يقلل من خطر الإصابة بهشاشة العظام خصوصا لدى النساء بعد انقطاع الطمث.
تتحسن صحة الجهاز الهضمي بشكل ملحوظ عند إدراج الحمص في الغذاء اليومي. فأليافه الغذائية تعزز حركة الأمعاء المنتظمة وتمنع حدوث الإمساك وتعمل كغذاء للبكتيريا النافعة في القولون الأمر الذي يحسن التوازن الميكروبي ويقلل من مخاطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي وأمراض الأمعاء الأخرى.
لا تقتصر فوائده على الجسم بل تمتد لتشمل صحة الدماغ أيضا. فالحمص غني بفيتامينات ب المركبة مثل الفولات وفيتامين ب6 وهما عنصران ضروريان للوظائف العصبية. كما أن محتواه من الحديد يضمن وصول الأكسجين الكافي إلى المخ مما يعزز التركيز والذاكرة ويقلل من خطر الإصابة بالأمراض التنكسية العصبية.
يتميز الحمص بكونه مصدرا ممتازا للطاقة المستدامة فالكربوهيدرات المعقدة التي يحتويها تهضم ببطء وتوفر للجسم وقودا طويل الأمد. هذا يمنع الشعور بالتعب والإرهاق المفاجئ بعد تناول الطعام ويمنح حيوية ونشاطا يجعله غذاء مثاليا للطلاب والرياضيين ومن يبذلون مجهودا بدنيا.
كما يمثل الحمص غذاء مهما لصحة المرأة في مختلف مراحل حياتها. فخلال فترة الحمل يمدها بحمض الفوليك اللازم لنمو الجنين وحمايته من التشوهات الخلقية. وبعد الولادة يساعد الحديد الموجود فيه على تعويض العناصر المفقودة.
يحتوي الحمص كذلك على مركبات نباتية قوية مثل البوليفينولات التي تعمل كمضادات أكسدة فعالة. هذه المركبات تحارب الجذور الحرة في الجسم وتقلل من الالتهابات المزمنة مما قد يساهم في خفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان كسرطان القولون.
يمكن الاستفادة من هذه الفوائد عبر إدخال الحمص للنظام الغذائي بطرق صحية ومتنوعة مثل إضافته مسلوقا للسلطات أو تحضير طبق الحمص بالطحينة كوجبة خفيفة أو استخدامه في الشوربات واليخنات لرفع قيمتها الغذائية أو حتى تناوله محمصا كبديل صحي للمقرمشات.